خَاصَّة وَيَأْتِي بعد ذَلِك ذكر الْحَبَشَة فَكَانَ من أَحَق النَّاس ذكرا واشهرهم فخرا بعد آل الصليحي أهل عدن الَّذين يعْرفُونَ بآل زُرَيْع
وَقد ذكرت فِيمَا تقدم ان المكرم أَزَال بني معن من عدن وَترك فِيهَا الْأَخَوَيْنِ عَبَّاس ومسعود الياميين الهمدانيين كَمَا قدمت قَالَ وَسبب ذَلِك انه كَانَ للْعَبَّاس بن الْكَرم سَابِقَة مَعَ الدَّاعِي عَليّ بن مُحَمَّد الصليحي فِي قيام الدعْوَة لَهُ وَحين نزل المكرم لأمه الى زبيد وَأَخذهَا فَلم يَزَالَا يحْملَانِ الاتاوة الَّتِي اشترطها عَلَيْهِم المكرم كل سنة مائَة الف دِينَار الى السيدة حَتَّى توفّي الْعَبَّاس وَخَلفه ابْنه زُرَيْع وَبَقِي مَسْعُود على حَاله وكل مِنْهُمَا يحمل مَا عَلَيْهِ فَلَمَّا بعثت السيدة الْمفضل الى زبيد كتب الى زُرَيْع وَعَمه مَسْعُود وَكَانَ بيد زُرَيْع مَا كَانَ بيد ابيه التعكر وَمَا يدْخل عدن من الْبر وبيد مَسْعُود الخضرا وَمَا يدْخل من الْبَحْر وعَلى كل وَاحِد فِي السّنة حمل خمسين الْفَا الى السيدة وَقد ذكرت انهم كَانُوا يتمنعون عَن السيدة فَنزل اليهم الْمفضل فَصَالحهُمْ على النّصْف والقائم بعد مَسْعُود ابْنه ابو الغارات والقائم بعدن ابْن اخيه زُرَيْع ابو السُّعُود فاستمر كل أحد مِنْهُمَا على مَا كَانَ عَلَيْهِ أَبوهُ قَانِع بِهِ موَالٍ لِابْنِ عَمه فَتوفي ابو السُّعُود وَجعل مَكَانَهُ سبا وَلما توفّي أَبُو الغارات أخلفه ابْنه مُحَمَّد ثمَّ توفّي فخلفه اخوه عَليّ بن ابي الغارات وَهُوَ آخر بني المسعود وَهُوَ صَاحب حصن الخضراء المستولى على الْبَحْر والمراكب وَالْمَدينَة وَله فِي لجج مَدِينَة الرعارع وَأما ابْن عَمه الدَّاعِي سبا فَكَانَ مَالِكًا لحصن التعكر على بَاب عدن وَله معقل الدملوة وسامع ومطران وَيَمِين وذبحان وَبَعض المعافر وَبَعض الْجند فَحصل عَلَيْهِ من عَليّ بن ابي الغارات بعض ضيم وبلغه انه ينتقصه ويهم بِرَفْع يَده عَن عدن فَخرج الدَّاعِي الى الدملوة وَخرج على ابْن ابي الغارات الى لحج فَلم يقف الدَّاعِي بالدملوة غير يسير حَتَّى نزل الى لحج بأموال