كَمَا كَانَ الْمفضل فَلَمَّا صَار اليها اعجبته لوطأتها وانكشاف جوها فكسنها وَهُوَ مَعَ ذَلِك يُرَاجع السيدة فِي غَالب اموره وَلَا يبرح مواصلا لَهَا ثمَّ انه استخف بهَا وَصَارَ اذا أَمرته بِأَمْر رُبمَا تردد فِيهِ وَرُبمَا اظهر انتقاص رأيها ونسبها الى الخرف والسفه وَقَالَ قد اسْتحقَّت عِنْدِي ان يحْجر عَلَيْهَا فشق ذَلِك بهَا وجهزت لَهُ جَيْشًا يحصاره فِي الْجند مبلغ الْجَيْش نَيف وَعِشْرُونَ الْفَا مَا بَين فَارس وراجل وَمَعَهُ اذ ذَاك فِي مَدِينَة الْجند اربعمائة فَارس مقدمهم رجل من هَمدَان وغالبهم ايضا مِنْهُم فَلَمَّا أضرّ الْحصار بِابْن نجيب الدولة وَعلمت السيدة بذلك عملت فِي ابطاله عَنهُ ثمَّ طلع اليها وَاعْتذر من خطائه وَلم يزل يستعطفها حَتَّى طَابَ قَلبهَا عَلَيْهِ فابقته على مَا كَانَ عَلَيْهِ ثمَّ قدم رَسُول من صمر الى السيدة فاحتقره ابْن نجيب الدولة وَرُبمَا اغلظ لَهُ فِي الْكَلَام فالتحف بِهِ اعداء ابْن نجيب الدولة وكثروا عَلَيْهِ فضمن لَهُم هَلَاكه بَان يضْربُوا لَهُ سكَّة نزارية ويكتبون عَلَيْهِ مسطورا فِيهِ شَهَادَتهم انه يَدْعُو الى نزار ويكتبوا عَلَيْهِ مَا يشابه ذَلِك ثمَّ عَاد الرَّسُول مصر وَاعْلَم الْخَلِيفَة بذلك فَبعث الى الْيمن رجلا يُقَال لَهُ ابْن الْخياط فِي مائَة فَارس وَأمره بِالْقَبْضِ على ابْن نجيب الدولة فَلَمَّا قدم على السيدة طلب مِنْهَا ابْن نجيب الدولة
فتمنعت من تَسْلِيمه فَلم يَتْرُكهَا اعداء ابْن نجيب الدولة بل عظموا عَلَيْهَا أَمر الْخَلِيفَة فاستدعت الرَّسُول واحلفته لَهُ انه لَا يعرض لِابْنِ نجيب الدولة بِسوء وكتبت مَعَه كتابا الى الْخَلِيفَة تشفع فِيهِ ثمَّ سلمته اليه وَبعثت مَعَه رَسُولا لَهَا فَلَمَّا صَارُوا بعدن سفر الرَّسُول وَابْن نجيب الدولة وَأخر الْكَاتِب اياما ثمَّ سَفَره بجلبية عهد الى اربابها فِي تغريقه فعرقه بِبَاب المندب وَلم اتحقق مَا تمّ عَليّ ابْن نجيب الدولة اذ لم يُحَقّق ذَلِك عمَارَة فندمت السيدة على تَسْلِيم ابْن