هُوَ وَالْفُقَهَاء وَهُوَ يعلم انهم يسْتَحلُّونَ دَمه ويكرهون مذْهبه مَعَ مَا عمل بهم مُنْذُ ولى التعكر وَكَانَت السيدة قد انقبضت عَن الْمفضل وَذَلِكَ انها كَانَت تطلع التعكر ايام الصَّيف وتقف بِهِ فَإِذا جَاءَ الشتَاء نزلت الى ذِي جبلة وَكَانَت ذخائرها وذخائر آل الصليحي وَمَا يعز عَلَيْهِم من الْأَمْوَال والتحف مَوْضُوعَة بِهِ فَذكر أَن الْمفصل قَالَ لَهَا يَوْمًا يَا مولاتنا انظري مَا كَانَ لَك فِي هَذَا الْحصن فانقليه فَإِنِّي لَا أحب ان يكون لأحد فِيهِ طَاعَة فَقَالَت لَهُ لَا بَأْس عَلَيْك يَا فلَان انت رجل الْبَيْت وَلَا نكلفك مَا يسؤك ثمَّ لما نزلت من الْحصن لم تعده حَتَّى مَاتَت وَلم تغير للمفضل عَن مَا كَانَ يعهده مِنْهَا من الصلات والارسال لَهُ فِي مهام الْأُمُور وعَلى من تغلب عَلَيْهَا حَتَّى وَصلهَا بعض مُلُوك الْحَبَشَة يستنصرها على بعض أَهله فِي زبيد وبذل لَهَا مبلغا فَبعثت مَعَه الْمفضل فَسَار مَعَهم ونصرهم فَلَمَّا صَار بعسكره فِي زبيد هم ان يغدر ويأخذها عَلَيْهِم وَجعل يؤامر نَفسه فِي ذَلِك ثمَّ بَينا هُوَ كَذَلِك اذ قدم عَلَيْهِ الْعلم بِأخذ التعكر فَخرج من زبيد لَا يلوي على شَيْء حَتَّى طلع عزان التعكر وَصَارَ محاصرا للتعكر مِنْهُ وَكَانَ الْأَخْذ لَهُ جمَاعَة من الْفُقَهَاء وَمَعَهُمْ ابْن عَم لَهُ فَابْن سَمُرَة عزي الْآخِذ لَهُ الى ابْن عَمه وَعمارَة عزي ذَلِك الى جمَاعَة من الْفُقَهَاء فيهم عَم لَهُ وَرَأَيْت انه يحْتَمل الْأَمريْنِ مَعًا وَهُوَ اتِّفَاق الْفُقَهَاء مَعَ ابْن عَم الْمفضل فَقَالَ بعض الْمُخَالفين فِي التعكر قتلني الله إِن لم اقل الْمفضل قيل وَكَيف ذَلِك فَاخْرُج حظاياه الى سقوف الدَّار وامرهن بِضَرْب الدفوف والغنا فحين رأى ذَلِك الْمفضل وَكَانَ شَدِيد الْغيرَة أَخَذته بَطْنه وَقيل انه كَانَ بِيَدِهِ خَاتم مَسْمُوم فامتصه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015