وَيَقُول هِيَ وَالله كافلة ذرارينا وحافظة هَذَا الْأَمر على من بَقِي منا نسْمع مِنْهُ ذَلِك غير مرّة فِي أَمَاكِن مُتعَدِّدَة وَكَانَت قد كفلها وَذَلِكَ ان اباها احْمَد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُوسَى الصليحي توفّي تَحت الْهدم بعدن وَهِي اذ ذَاك صَغِيرَة فَضمهَا الصليحي الى امْرَأَته اسماء وَكَانَ يوصيها بهَا فَذكرُوا انها قَالَت يَوْمًا لأسماء يَا مولاتنا رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن فِي يَدي مكنسة وَأَنا اكنس قصر مَوْلَانَا يَعْنِي زَوجهَا عَليّ بن مُحَمَّد الصليحي فَقَالَت وَالله كاني بك يَا حميرا قد كنستي آل الصليحي وملكتي أَمرهم وَكَانَ يُقَال لَهَا بلقيس الصُّغْرَى لرجاحة عقلهَا وَحسن تدبيرها للْملك وَغَيره وَكَانَت قارئة لكتاب الله تَعَالَى حافظة لكثير من اشعار الْعَرَب عارفة بالتاريخ تفضل بالمعرفة على كثير من الْمُلُوك
وَلم يزل بَنو معن يرفعون خراج عدن اليها حَتَّى توفّي الصليحي كَمَا قدمنَا قبلا وتغلبوا على ذَلِك فغزاهم المكرم واخرجهم عَنْهَا وَجعل مكانهما الْأَخَوَيْنِ الْعَبَّاس ومسعود ابْني المكرم الياميين الهمدانيين وأحلفهما للسيدة وَكَانَ ذَلِك لسابقة كَانَت لَهما مِنْهَا انهما صدقا مَعَه فِي الْقِتَال يَوْم نزل لوالدته وَكسر الْحَبَشَة وَغير ذَلِك فَجعل عدن بَينهمَا نِصْفَيْنِ للْعَبَّاس حصن التعكر وَمَا أَتَى من الْبر ولمسعود حصن الخضرا وَمَا يَأْتِي من الْبَحْر والزم كل وَاحِد مِنْهُمَا ان يحمل للسيدة فِي كل سنة خمسين الْفَا فوفيا بذلك حَتَّى توفيا ثمَّ تغلب أولادهما عَلَيْهَا وَكَانَ المكرم قد توفّي وَسيف السيدة يَوْمئِذٍ وَرجل دولتها الْمفضل الْآتِي ذكره فغزاهم وَقَاتلهمْ ثمَّ صالحوه على نصف الْمُعْتَاد فوفوا بذلك حَتَّى توفّي الْمفضل ثمَّ تغلبُوا فَبعثت لَهُم السيدة ابْن عَم الْمفضل فَقَاتلهُمْ فحاربوه ثمَّ اصْطَلحُوا على