طَاقَة اسماء والرأسين المكرم فَوجدَ امهِ مشرفة من الطاق سافرة وَجههَا كعادتها مَعَ زَوجهَا فَقَالَ لَهَا المكرم حياك الله يَا مولاتنا فَقَالَت وحياك الله يَا وَجه الْعَرَب من انت فَقَالَ انا الْوَلَد أَحْمد بن عَليّ قَالَت أَحْمد بن عَليّ فِي الْعَرَب كثير فاحسر لي عَن وَجهك حَتَّى اعرفك فحسر عَن لثامه وَهُوَ يتصبب عرقا فاصابه الفالج من ذَلِك الْوَقْت لم قَالَت لَهُ أمه من جَاءَ كمجيئك فَمَا أَخطَأ وَلَا أَبْطَا ثمَّ تلاحقت بِهِ الفرسان واحاطت بِهِ الأقران فاقام فِي زبيد أَيَّامًا مهد فِيهَا قَوَاعِد الْبِلَاد ثمَّ خرج رَاجعا الى صنعاء واستخلف خَاله اِسْعَدْ فَلبث أَيَّامًا على السِّيرَة المرضية والمكرم ووالدته فِي صنعاء حَتَّى كَانَت سنة تسع وَسبعين ورابعمائة توفت والدته بالتاريخ ثمَّ عَاد الْأَحول الى زبيد فَاخْرُج اِسْعَدْ على الْوَجْه المرضي لما كَانَ لَهُ اليهم من الاحسان والتعطف عَلَيْهِم ايام قِيَامه

ثمَّ ان المكرم قلد الْأَمر لامْرَأَته لاسيدة بنت أَحْمد وَكَانَ المكرم قد وكل اليها تَدْبِير ملكه وَلم يعذرها عَنهُ فاسعفته عَن اتيانها فَلم يفعل وَكَانَت قد علمت حَالَة الْيمن الْأَوْسَط خَاصَّة مخلاف جَعْفَر فَنزلت من صنعاء هِيَ والمكرم وسكنا جبلة ثمَّ صاحا بالرعايا فَاجْتمع مِنْهُم عَالم كثير فاشرقت عَلَيْهِم من طاق وَسَأَلت المكرم ان يشرف مَعهَا فَنَظَرا فَلم يجدا الامن يَقُود كَبْشًا اَوْ يحمل سمنا اَوْ برا وَقد كَانَت فعلت نَحْو ذَلِك بِصَنْعَاء واشرفت هِيَ والمكرم على الرّعية فَلم تقع أعينهما الا على رَاكب فرس مُتَقَلِّدًا رمحا اَوْ رجل شاهرا سَيْفا أَو مُتَقَلِّدًا قوسا ثمَّ قَالَت السيدة للمكرم الْعَيْش مَعَ هَؤُلَاءِ يَعْنِي رعية المخلاف أولى من أُولَئِكَ فَقَالَ المكرم نعم ثمَّ سكنا جبلة واختطت السيدة بهَا الدَّار الْمُسَمَّاة دَار الْعِزّ وَهِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015