واربعين وَمِائَتَيْنِ ثمَّ ولي ابْنه ابراهيم سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ ثمَّ تولى أَخُوهُ اسحاق واظنه الملقب بَابي الْجَيْش الَّذِي طَال مدَّته فِيمَا ذكر عمَارَة
قَالَ الْمُعَلق فاستمر اسحق الى سنة وَاحِد وَسبعين وثلثمائة فَقَامَ بعده مَوْلَاهُ حُسَيْن بن سَلامَة قلت وَمن التَّارِيخ هَذَا غلب موَالِي بن زِيَاد على الْملك لَكِن كَانُوا يُقِيمُونَ الناموس لبَعض مواليهم بِضَرْب السِّكَّة باسمه والدعا لَهُ فِي الْخطْبَة بعد بني الْعَبَّاس الى أَن قَامَ انيس واحب الِاسْتِقْلَال فَعمل مَا قدمنَا ذكره فعلى مَا ذكر هَذَا الْمُعَلق كَانَ بَنو زِيَاد ايام ملكهم مستطيلة وهم قَلِيل وعَلى مَا ذكر عمَارَة هم كَثِيرُونَ ومددهم طوال وقصار فَالله اعْلَم بِالْحَقِّ وَذكر الْمُعَلق ان الْحُسَيْن توفّي ثَلَاث واربعمائة بِزِيَادَة سنة على مَا ذكره عمَارَة
وَاعْلَم ان هَذِه الأخباريدخلها الصدْق وَالْكذب وَالزِّيَادَة وَالنُّقْصَان وَسبب ذَلِك اخْتِلَاف النَّقْل ثمَّ اخْتِلَاف كتب التَّارِيخ قد يكون المُصَنّف وَاحِدًا والتصنيف وَاحِدًا وَيخْتَلف مَا يُوجد باحدى النسختين عَن الْأُخْرَى يعرف ذَلِك الْعَارِف فَرُبمَا يُنكر الْمُنكر مَا نقلت عَن الْمُفِيد وَغَيره لأبي سَبَب لذَلِك الأقصوره عَن الِاطِّلَاع على كتب التواريخ وَالنَّظَر فِي عدَّة نسخا فقد تمخض لَك أَن مُدَّة ملك بني زِيَاد مُسْتَقل عَن مواليهم من سنة ثَلَاث وَمِائَتَيْنِ الى سنة احدى وَسبعين وثلثمائة وَهِي مائَة وَثَمَانِية وَسِتُّونَ سنة ويخلف عَلَيْهِم ثَمَانِيَة وَثَلَاثُونَ سنة لقِيَام ابْن سَلامَة ثمَّ كَانُوا اعوانا لمواليهم متأدبين مَعَهم حَتَّى كَانَ من انيس مَا قدمْنَاهُ ذكره