لطفل من موَالِيه اسْمه عبد الله فكفلته عمَّة لَهُ واستاذ يُقَال لَهُ مرجان من عبيد حُسَيْن بن سَلامَة وَكَانَ لَهُ عَبْدَانِ فحلان قد رباهما وولاهما التَّدْبِير اسْم احدهما انيس بِفَتْح الْهمزَة وخفض النُّون وَسُكُون الْيَاء من تَحت ثمَّ سين مُهْملَة وَالْآخر اسْمه نجاح فولي انس تَدْبِير الْملك بزبيد ونجاح الْأَعْمَال الشامية كالمهجم ومور والكدرى وَكَانَ نجاح جوادا عطوفا عادلا بالرعايا محبوبا اليهم وأنيس على الْعَكْس من ذَلِك وَكَانَت عمَّة ابْن زِيَاد ايضا تميل الى نجاح وتكاتبه سرا من انيس فَاطلع من ذَلِك عَلَيْهَا فَشَكَاهُ الى سَيّده فَقبض على الْمَرْأَة وَابْن أَخِيهَا وسلمهما إِلَى أنيس فبنا عَلَيْهِمَا جدارا فِي دَار الْملك بزبيد وهما يناشدانه الله فَلَا يقبل حَتَّى ختم عَلَيْهِمَا وَذَلِكَ سنة سبع وَأَرْبَعمِائَة فَكَانَ ذَلِك أخر ملك بني زِيَاد المورد هُنَا فهمته غَالِبا من مُفِيد عمَارَة وَرَأَيْت فِي التَّعَالِيق الَّذِي علق عَلَيْهَا بعض أهل الْعِنَايَة بِهَذَا الْفَنّ أَنه كَانَ مُدَّة ملك مُحَمَّد بن عبيد الله بن زِيَاد القادم من قبل الْمَأْمُون سنة 203 هـ ثَلَاث وَمِائَتَيْنِ ثمَّ اختط زبيد سنة ارْبَعْ وَثَلَاث مائَة وَملك الْيمن كَمَا قدمنَا حَتَّى توفّي سنة خمس