وَمن اعمال تريم مَوضِع يُقَال لَهُ باسم الْعَجز الانسان ثمَّ من قوم يُقَال لَهُم القشير وَمِنْهُم عبد بن ابراهيم باقشير يذكر بِالْعلمِ والاصلاح
وَقد عرض ذكر هَذَا السُّلْطَان عبد الرَّحْمَن فاحب ايراد مَا لَاق من ذَلِك كَمَا جرت الْعَادة فِي غَالب الْكتاب فَهُوَ أَبُو مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن رَاشد بن اقبال بن فَارس الأول كَانَ أحد مُلُوك الْعَرَب دهاء وكرما وشجاعة وَكَانَ يخالط الْعلمَاء وَيُحب الْفُضَلَاء وَكَانَ يُقَال لَهُ حَاتِم زَمَانه لِكَثْرَة كرمه وَقد مدحه الأكابر من الشُّعَرَاء وافادهم بذلك اموالا يجل حصرها وَمَا قَصده قَاصد فِي الْغَالِب فخاب وشاعره الْمُنْقَطع على مدحه ابو حنيفَة الْعَدنِي مُعظم ديوانه فِي مدحه وَله فِيهِ اشعار مستحسنة غالبها فِي البال بَال من ذَلِك قَوْله فِي بعض قصايده
... انا اشْهَدْ شَهَادَة حق ... إِن ابْن رَاشد من احدى المعجزات
هيكل الْملك حرز المملكة ... فَارس الْخَيل مَعْدُوم الصِّفَات
تعبت عيس وفاده وَمَا ... اتعبته العطايا والهبات
انت قَوْلك خُذُوا والغير هاتوا وَأَيْنَ قَوْله خُذُوا من قَول هَات
الف مولَايَ مني اسْمَع مديح لَك ... على رغم أناف الشنات
بل لشأن العلى وَالْمجد انطق ... بأفعالك المستحسنات
لَيْسَ الفاظ قوالي زوا ... اني مَعَ العربا بل لَك محصنات
كم وَكم بَين من يُعْطي ماية ... فِي هباته وَبَين من يُعْطي الميات