وَمِنْهُم ابو اسحاق ابراهيم بن عَليّ بن سَالم عرف بَابي شكيل وَبِه لقب ابْن اخيه مقدم الذّكر فِي أهل الشحر وَنسبه فِي تيم الله بن الْخَزْرَج اُحْدُ بيُوت الْأَنْصَار وتفقه بفقهاء بَلَده ثمَّ ارتحل الى الشحر فَكَانَ مرضِي الْقَضَاء وَكَانَت ولَايَته من قبل عبد الرحمن بن اقبال الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى ثمَّ عزل نَفسه وَعَاد بَلَده تريم فَلبث مُدَّة ثمَّ قدم الشحر فحين سمع بِهِ أهل الْبَلَد خَرجُوا للقائه ورحبوا وأهلوا وَرُبمَا كَانَ السُّلْطَان من جملَة الملتقيين فَسَأَلَهُ عَن سَبَب وُصُوله وَقَالَ لَهُ لَعَلَّك تعطفت علينا وعزمت على معاودة بلدنا فَقَالَ إِنَّمَا جيئت لأجل حكومات كنت حكمت بهَا وَأَنا مُتَرَدّد فاحببت ان اجتعل من اهلها فِي حل فَانِي ارى ان الْأَجَل قد دنى ثمَّ جعل يساءل عَن الْقَوْم حَتَّى اجْتمع باحدهم اخبره بحكومته فاستبراه من مأثمها فَتَأمل الْفُقَهَاء جَمِيع الحكومات فوجوده قد حكم بِظَاهِر الشَّرْع وَلَكِن فِي النُّفُوس من صِحَّتهَا بَاطِنا مَالا يطيب مَعَه ذُو الْوَرع فَذكرُوا ان اخر من وصل الْفَقِيه عَجُوز فَلَمَّا اخبرها بِالْأَمر واستحلها بَكت شَدِيدا ثمَّ احلته بعد ان سَأَلته الدُّعَاء فَمد يَده ودعا ثمَّ صَار من فوره الى بَلَده فَبعث السُّلْطَان وَهُوَ يَوْمئِذٍ عبد الرَّحْمَن بن اقبال الى ابْن اخيه بِشَيْء من المَال وَقَالَ لَهُ اعط هَذَا الْفَقِيه شَيْئا يتزوده فَقَالَ ابْن اخيه يَا سَيِّدي ان السُّلْطَان عبد الرَّحْمَن قد بعث لَك بِكَذَا وَكَذَا حوائج تستعين بِهِ على سفرك فَقَالَ لَا حَاجَة بِشَيْء غير مِنْك بِكَذَا زَاد وبكذا حوائج وَلَا حَاجَة لي بِشَيْء غير هَذَا فاخذ لَهُ ذَلِك الْمبلغ زهيد ثمَّ سَار الْفَقِيه فَلَمَّا وصل بَلَده وابرك جمله على بَاب منزله وَنزل مِنْهُ انعسفت رجله وَلم يدْخل إِلَّا مَحْمُولا فَمَرض اياما وَتُوفِّي على رَأس سِتِّينَ وسِتمِائَة وَكَانَ قد سمع مِنْهُ قبل ذَلِك يَقُول أَمُوت أَنا والفقيه شرَاحِيل فَكَانَ كَمَا قَالَ وَسَيَأْتِي ذكر شرَاحِيل