ذَلِك الى سنة سَبْعمِائة وَثَلَاثَة وَعشْرين وَخرج من الشحر قَاصِدا مَكَّة طَرِيق حَضرمَوْت ثمَّ عَاد طَرِيق تهَامَة فَلَمَّا صَار بتعز لقِيه الْفُقَهَاء وسلموا عَلَيْهِ ولبث بتعز أَيَّامًا وَبهَا السُّلْطَان الْمُجَاهِد وَكتب لَهُ الى الشحر باساس احترام وَغير ذَلِك وَتقدم طَرِيق عدن وَتَبعهُ جند الى لحج فأحس أَنه إِنَّمَا لحقه لريبة فَعَاد من لحج الى تعز فَلَمَّا صَار بهَا وَعلم السُّلْطَان أَمر باطلاعه الْحصن فَلبث مُدَّة طَوِيلَة وطولب بِمَال قدره عشرَة آلَاف دِينَار وَلما تقدم السُّلْطَان عدن مستهل جمادي الاولى سنة 729 نزل بِهِ صحبته وَلم أتحقق مَا جرى لَهُ وَهَذَا آخر من تحققته أَهلا للذّكر من أهل الشحر ثمَّ يَليهَا بلد يعرف بالهجرين هِيَ بَين حَضرمَوْت والشحر ذكر ابْن سَمُرَة مِنْهَا ابا زنيج وعدها من حَضرمَوْت فَلَمَّا نزلت عدن سَالَتْ على ذَلِك فاخبرت انها مخلاف مُسْتَقل بَين الشّجر وحضرموت وَله ابْن عَم اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سَالم يذكر بالفقه غير انه قَلِيل الْوَرع وَسَأَلت عَن الْفَقِيه ابي زنيج الَّذِي ذكره ابْن سَمُرَة فَقيل لي ضَبطه بِضَم الزَّاي وفتحالنون وَسُكُون الْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت ثمَّ جِيم وانه كَانَ مَشْهُورا بالنحو كَامِلا وَذكر لي الْمخبر أَنه لَهُ ذُرِّيَّة هُنَالك يتسمون بالفقه استصحابا
وَمِنْهُم مُحَمَّد بن سَالم أَبَا عقبَة الْخَولَانِيّ كَانَ فضالا وَله تصانيف وخطب تستحسن
وَخَلفه ابْن لَهُ اسْمه عبد الرَّحْمَن كَانَ زميلا للفقيه ابي الْخَيْر وَلابْن الرَّسُول مقدم الذّكر توفّي لبضع وَسَبْعمائة وَله ابْنَانِ فقيهان هما أَحْمد وابو بكر احْمَد توفّي وَأَبُو بكر حَاكم الهجرين مشتغل بِقَيْد الأوابد وَكَانَ فِي الزَّمن الْمُتَأَخر مِنْهُم جمَاعَة مِنْهُم ابو الْحسن عَليّ بن عقبَة بن أَحْمد بن مُحَمَّد الزيَادي ثمَّ الْخَولَانِيّ كَانَ فَقِيها فَاضلا لَا سِيمَا بِعلم الْأَدَب وَله شعر جيد مِنْهُ قَوْله ... إِذا لم يكن للمرء ذِي الْحلم جَاهِل ... يدافع عَن اعراضه ويناضل
خطت قدم الأعدا اليه وناله ... سَفِيه عرضه وَهُوَ غافل ...