وَكَانَ كَبِير الْقدر شهير الذّكر موفقا مَعْصُوما وسرى حَاله الى بعض اصحابه فَكَانَ يجْتَمع بِالنسَاء ويحادثهن فَلَا يجد تغير وَحكم جمعا من النسوان وَيعْمل السماع ويختلط الرِّجَال بِالنسَاء فَلَا يجد أحد تغير وَله ولاصحابه فِي ذَلِك أَخْبَار يطول شرحها من ذَلِك مَا روى ان بعض امراء الْعِزّ دخل بَيته فِي زبيد فَوَجَدَهُ عِنْد امْرَأَته وَهِي بَين يَدَيْهِ تغني وَقيل تغمزه فحين رأى الغزى ذَلِك لم يَتَمَالَك أَن جذب السَّيْف وهم بالشيخ فكشف عَن عَوْرَته وَقَالَ مَالك يَا مفروك فَرَأى الْغَزِّي لَهُ فرج امْرَأَة وَقيل رَآهُ ممسوحا فَرمى السَّيْف من يَده وَجعل يقبل رَأسه وَيَديه وَرجلَيْهِ وَيَقُول انت الهتار اعذرني فَمَا عرفتك وَكَانَ الْغَزِّي يسمع بِهِ وباحواله وَيَوَد الِاجْتِمَاع بِهِ حَتَّى حصل لَهُ الْحَال الْمَذْكُورَة وَأَخْبرنِي وَالِدي عَن الشَّيْخ حُسَيْن عَن ابيه على الْفَتى وَكَانَ من اعيان مشائخ الصُّوفِيَّة بِمَدِينَة الْجند أَنه قَالَ خرجت وَأَنا شَاب أُرِيد زِيَارَة الصَّالِحين بتهامة فمررت بِهَذَا الهتار بِبَلَدِهِ ثمَّ دخلت مَعَه الى زبيد فقصد دَارا وَاسِعَة ودخلها غير مطرق وانا مَعَه فَمَا هُوَ الا ان توسطها حَتَّى خرج اليه جمَاعَة نسَاء احرار وإماء أهل صور حَسَنَة وَهن يرفلن من حلى وحلل فقبلن يَده ثمَّ ادخلنه مَجْلِسا مفروشا واقبلت امْرَأَة تفوقهن حسنا فَوضع كرْسِي وَالشَّيْخ قد قعد على سَرِير فحين غنت الْمَرْأَة دهشت الْفَتى وَلم يزل يَأْخُذ بالذبول حَتَّى كَاد يغيب عَن الْحس فَالْتَفت اليه الهتار وَقَالَ لَهُ على طَرِيق المجون رخى أم حُبْلَى فَقلت لَهُ يَا سَيِّدي إِن لم تمدونا من خواطركم وَإِلَّا هلكنا فَمسح على صَدْرِي وسكنت وَخَرجْنَا مَعًا فَقَالَ لي يَا عَليّ يُولد لَك ولد هَذِه اللَّيْلَة فَلَمَّا عدت الْبَلَد وجدت