.. يروم مس الثريا وَهُوَ يُخبرهُ ... وريق الْعُمر مَوْقُوف على الْهَرم
عَلَيْك بِالْعلمِ ان الْعلم مجلبة ... للفضل مدحرة للنقص والسدم
وعد عَمَّا ترى من ثروة الوخم ... فعيشه مثل عَيْش الشأ وَالنعَم ... هَيْهَات دون العلى وَالْمجد مرهفة ... يفري القفار الى الجوسوس فالحرم ... واشعاره كَثِيرَة لم يكد يعلق بحفظي مِنْهَا غير مَا أوردته أنشدنيه بعض أَصْحَابه من لَفظه عَنهُ وَكَانَ مَعَ كَمَال فَضله زاهدا ورعا متقللا لم يتأهل بِامْرَأَة إِلَى أَن توفّي بالمحرم سنة تسع وتستعن وسِتمِائَة
وَمِنْهُم يُوسُف بن مُحَمَّد عرف بالمحرم تفقه بالامام احْمَد بن عجيل وَلزِمَ مَجْلِسه ثَلَاثِينَ سنة اجْتمعت بِهِ فِي زبيد سنة احدى وَعشْرين وَسَبْعمائة واخبرني بذلك وَسَأَلته عَن مبلغ عمره فِي وقته ذَلِك فَقَالَ ثَمَان وَثَمَانُونَ سنة وَله أَخ اسْمه عِيسَى بن عمر تفقه بِعَمِّهِ وَهُوَ فَقِيه فَاضل يدرس الان سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة بالقرية وَاعْلَم ان هَذَا الْوَادي الْغَالِب على أَهله مَذْهَب ابي حنيفَة وَكَذَلِكَ وَادي زبيد ووادي حيس يغلب الى اهلها التحنف لَكِن رمع وحيس يغلب على أَهلهَا العامية وَلم أكد اسْمَع لَهُم بفقيه واما وَادي زبيد فَفِيهِ الْفُقَهَاء الْفُضَلَاء وَقد تقدم ذكر أهل الْمَدِينَة وأذكر هُنَا أهل نَوَاحِيهَا فَيقرب إِلَى القرشية الْقرْيَة الَّتِي تسمى التريبة بِضَم التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَمن تَحت وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الْهَاء وتعرف بالكبيرة إِذْ هُنَاكَ سميَّة لَهَا تعرف بالصغيرة كَانَ بهَا جمَاعَة من اهل الْفضل مِنْهُم بَنو السايح بَيت فضل وَظهر فيهم نَاس تعانوا الطِّبّ وَمذهب الْحُكَمَاء فنسبوا الى الْخُرُوج من الْمَذْهَب لذَلِك فَمن تحققته نسب الى ذَلِك لم أذكرهُ فَمن الفضلا الْفضل أَبُو بكر بن السايح كَانَ فَقِيها فَاضلا أديبا عَارِفًا بالطب وَمِنْهُم مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن كَانَ رجلا مُبَارَكًا يشهر بالصلاح وَمَعْرِفَة الطِّبّ ومشاركة