الاكسع هُوَ الَّذِي كَانَ كثير الْحَج ويتصدا برياسة الْقَافِلَة الى مَكَّة وتنسب اليه الْقَافِلَة فَيُقَال قافلة ابْن الاكسع وَظَهَرت لَهُ فِي الطَّرِيق كرامات صدرت من الْحَاج تعرض اهل الْفساد واظنه اخذ ذَلِك عَن الْفَقِيه بكر الفرساني الَّاتِي ذكره واخذ عَن ابي عجيل حكى ان الامام احْمَد حج مَعَه وَهُوَ يَوْمئِذٍ شَاب فَلَمَّا رأى عظم مَا يقاسي وَأَن لَوْلَا عزمه وهمته لم يطق النَّاس سفر الْحجاز قَالَ لَهُ يَوْمًا يَا معلم عمر كَيفَ يصنع النَّاس بعْدك فِي أَمر الْحَج فَقَالَ انت لَهُم بعد الله يَا أَحْمد فَكَانَ كَمَا قَالَ قَامَ الْفَقِيه كقيامه وَزِيَادَة كَمَا قدمنَا وَكَانُوا يعدون ذَلِك مكاشفة من الْمعلم وَكَانَ من اكابر الصَّالِحين
وَمِنْهُم يُوسُف بن الْفَقِيه ابو الْقَاسِم بن يُوسُف بن الاكسع يذكر بِالدّينِ والورع وتفقهه بِابْن الصريدح وبعلي بن ابراهيم البَجلِيّ وَدخل زبيد فاخذ بهَا النَّحْو عَن بعض فضلائها لم اتحققه وَهَؤُلَاء الثَّلَاثَة كَانُوا متعاصرين بَلغنِي وجودهم سنة عشْرين وَسَبْعمائة
وَمِنْهَا اعني النَّاحِيَة قَرْيَة المدالهة الَّتِي تقدم ذكرهَا وان بهَا الْفُقَهَاء بني الصريدح قد مضى ذكر غالبهم وَفِيهِمْ الان فَقِيه اسْمه عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الْفَقِيه الَّذِي ذكره ابْن سَمُرَة وذكرته نَحوه فِيمَا مضى
وَمِنْهُم ابو عبد الله مُحَمَّد بن عِيسَى بن عمر ابْن اسماعيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اسماعيل الاحنف مقدم الذّكر وَذكره ابْن سَمُرَة وذكرته وَالْمَذْكُور هُنَا يلقب بالعجمي لم ادر مَا سَبَب ذَلِك وَيذكر بِكَوْنِهِ عَارِفًا بالفرائض والحساب واخذ كتب المسموعات عَن الامام احْمَد بن عجيل وَهُوَ مَعْدُود فِي خَواص اصحابه وَيذكر بشرف النَّفس وعلو الهمة وَالْقِيَام الْمُنْقَطع من الطّلبَة عِنْد الْفَقِيه عَليّ بن الصريدح وَكَانَ يسكن فِي أول مرّة مَعَ شَيْخه ابْن عجيل ثمَّ تزوج بابنة الْفَقِيه عَليّ الصريدح وَسكن المدالهة مَعَ اهلها لذَلِك وَحدث لَهُ ولد اسْمه عِيسَى تفقه بجده عَليّ وَكَانَ فَاضلا تقيا وَتُوفِّي شَابًّا سنة خمس عشرَة وَسَبْعمائة وَفِي الْقرْيَة الان فَقِيه اسْمه ابو بكر يذكر بِالدّينِ وَمَكَارِم الاخلاق اخبرني عَنهُ الْفَقِيه أَبُو