.. وَلَا زين الْخَال خد الْفَتى ... وَلَا حسن النقش طرس الاديب
اما حجر الرُّكْن خير الحجار ... اما الْمسك اطيب من كل طيب
اما شغف النَّاس فِي دهرهم ... بِحَمْد الشَّبَاب وذم المشيب
وَلَا يحسن الْعين مرهى الجفون ... وَلَا الْكَفّ ان لم يكن بالخضيب
وَلَا كل عين لعين الْمُحب ... وَلَا كل قلب كقلب الحبيب ... وَهَذِه الابيات على رأى غَالب اهل تهَامَة وَقد اجابه بعض اشراف الْبِلَاد الْعليا عَنْهَا لَوْلَا خشيَة الاطالة لاوردتها وَكَانَ هَذَا الشَّيْخ ابْن العمك جَامعا بَين رياستي الدّين وَالدُّنْيَا مُعظما عِنْد الْمُلُوك وَغَيرهم وَكَانَت وَفَاته فِي عشر ثَمَانِينَ وسِتمِائَة تَقْرِيبًا
وَمِنْهُم ابْن عَمه إِدْرِيس بن إِبْرَاهِيم المبرعي كَانَ فَاضلا بِعلم الْأَدَب ايضا وَكَثِيرًا مَا كَانَ يُرَاجِعهُ ابْن عَمه فِيمَا يرد عَلَيْهِ من الاشكال وعاش بعده سِنِين كَثِيرَة ومسكنه مَعَ ابْن عَمه فِي الْبَسِيط وَمن النَّاحِيَة الْقرْيَة الْمُبَارَكَة عواجة بِضَم الْعين وَفتح الْوَاو ثمَّ الف ثمَّ جِيم ثمَّ هَاء سَاكِنة اول من شهر فِيهَا بِالْعلمِ ابو عبد الله مُحَمَّد بن حُسَيْن البَجلِيّ كَانَ فَقِيها كَبِير الْقدر شهير الذّكر صَاحب كرامات وعبادات وزهادات واليه ورد الشَّيْخ وَكَانَ ذَا مَكَارِم اخلاق وَشرف نفس وعلو همه واليه قدم الشَّيْخ الْحكمِي فَكَانَ بَينهمَا من الالفة والود بِحَيْثُ لَا يعرف احدهما حَتَّى يذكر مَعَه الاخر فَيُقَال لَهُ صَاحب فلَان وان ذكرا مَعًا قيل الشَّيْخ والفقيه وَمَا احقهما بقول الاول وَهُوَ أَبُو نصر الفارابي حَيْثُ يَقُول