بَلخ وَكَانَ من أَبنَاء الْمُلُوك فَخرج يَوْمًا إِلَى الصَّيْد فأثار ثعلبا وَصَارَ يَطْلُبهُ بِهِ فَهَتَفَ هَاتِف الهذا خلقت يَا ابراهيم ام بِهَذَا امْر ثمَّ هتف بِهِ قربوس فرسه وَالله مَا لهَذَا خلقت وَلَا لهَذَا امرت فَنزل عَن داتبه وصادف رَاعيا لابيه فاخذ جبته وَهِي صوف فلبسها واعطاه فرسه وَمَا مَعَه ثمَّ دخل الْبَادِيَة وَصَارَ الى مَكَّة وَصَحب بهَا سُفْيَان الثَّوْريّ والفضيل بن عِيَاض ثمَّ دخل الشَّام وَمَات بهَا وَقيل كَانَ عَامَّة دُعَائِهِ اللَّهُمَّ انقلني من ذل معصيتك الى عز طَاعَتك روى انه قَالَ لرجل فِي الطّواف اعْلَم انك لَا تحوز دَرَجَة الصَّالِحين حَتَّى تجوز سِتّ عقبات اولها تغلق بَاب النِّعْمَة وتفتح بَاب الشدَّة وَالثَّانِي تغلق بَاب الْعِزّ وتفتح بَاب الذل وَالثَّالِث تغلق بَاب الرَّاحَة وتفتح بَاب الْجهد وَالرَّابِع تغلق بَاب النّوم وتفتح بَاب السهر وَالْخَامِس تغلق بَاب الْغنى وتفتح بَاب الْفقر وَالسَّادِس تغلق بَاب الامل وتفتح بَاب الاستعداد للْمَوْت واخباره كَثِيرَة وَلم يذكر لَهُ فِي الرسَالَة تَارِيخا لكنه اول من ذكر فِي الرسَالَة من الشُّيُوخ واما البسطامي فَهُوَ ابو يزِيد طيفور بن عِيسَى البسطامي كَانَ جده مجوسيا اسْلَمْ وَكَانَ اُحْدُ ثَلَاثَة اخوة آدم وطيفور وعَلى كلهم كَانُوا زهادا عبادا اجلهم ابو يزِيد سَأَلَ باي شَيْء وجد الْمعرفَة فَقَالَ بِبَطن جَائِع وبدن عاري توفّي سنة احدى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَقيل ارْبَعْ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

وَمَا الَّذين ذكرهم بعد هَؤُلَاءِ فهم من اهل الْيمن واكثرهم قد اتى عَلَيْهِم كتابي اصلا ومعرضا فَذكرُوا ان صَبِيحَة مَا قَالَ القصيدة اصبح ابْنه متعافيا وَله اشعار كَثِيرَة وديوان جمع فِيهِ الغث والسمين وَلم يبْق اُحْدُ من اعيان الدولتين الا مدحه وَكَانَ لَهُ عَلَيْهِ فِي كل سنة عَادَة مَعْرُوفَة واكثر من كَانَ يمدح ابو بكر بن اسرائيل وَكَانَ لَهُ اليه احسان جزيل يعز وَصفه فبذاك انْفَتح لَهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015