كَانَ يسكنهَا ابو عبد الله مَنْصُور بن عبد الله النجري كَانَ فَقِيها عَارِفًا وَاصل بَلَده نَجْرَان الْبَلَد الْمَشْهُورَة الَّذِي قدم نصارها على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ متقنا عَارِفًا بِالْمذهبِ اخذ عَنهُ جمَاعَة من فُقَهَاء سردد وَغَيرهم حَتَّى قيل أَن الامام اسماعيل اخذ عَنهُ وَصَحب الشَّيْخ ابي الْغَيْث صُحْبَة شافيه فتزهد فِيهَا وَتعبد وَمَال الى طَرِيق الْخلْوَة فَأمر الشَّيْخ صَاحبه فَيْرُوز ان يَخْدمه فَوقف عِنْده اياما يَخْدمه تَعب الْفَقِيه مَعَه وَلم يقدر على انعاشه فَسَأَلَ من الشَّيْخ ابعاده عَنهُ فامر بالعودة الى حَضرته وَكَانَ مَنْصُور هَذَا كَبِير الْقدر شهير الذّكر توفّي تَقْرِيبًا سنة عشْرين وستماية بالقرية والرباط الَّذِي بهَا يُقَال انه اول رِبَاط احدثه الشَّيْخ ابو الْغَيْث فِي اعمال سردد ولمنصور ذُرِّيَّة بالقرية يتظاهرون بطرِيق التصوف
وَقد عرض ذكره ذكر فَيْرُوز وَاعْلَم انه كَبِير الْقدر شهير الذّكر يَده للشَّيْخ مُحَمَّد بن ابي بكر الْحكمِي صَاحب عواجه الَّاتِي ذكره من بعد وَفَاة شَيْخه فِي الْغَالِب صحب الشَّيْخ ابي الْغَيْث صُحْبَة مخصصة وَكَانَ من عُظَمَاء الصُّوفِيَّة واكابرهم واهل الكرامات فيهم وَلما ان حضرت الشَّيْخ ابا الْغَيْث الْوَفَاة اسْتخْلف هَذَا فَيْرُوز على رباطه وعَلى اصحابه فَقَامَ بذلك الْقيام المرضي الى ان توفّي سنة إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة وَخلف عدَّة أَوْلَاد ثمَّ قَامَ مقَامه مِنْهُم على إِلَى أَن توفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وستماية ثمَّ قَامَ مقَام أَبِيه يُوسُف وَهُوَ على ذَلِك إِلَى عصرنا سنة ثَلَاث وَعشْرين وسبعماية
وَنَرْجِع إِلَى ذكر الْفُقَهَاء فَمن قَرْيَة تعرف بالشريج بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة مُشَدّدَة بعد الف وَلَام وخفض الرَّاء وَسُكُون الْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت ثمَّ جِيم قد تقدم