فَقلت كتاب الله وَسنة نبيه والنحو واللغة قَالَ صدقت وَنعم مَا علمت وَلَكِن لَو يظْهر عَلَيْكُم خارجي بِمَاذَا كُنْتُم تقابلونه فَقَالَ الْفَقِيه بسيفك المسلول فَقَالَ اسحنت هَكَذَا كَانَ الصَّدْر الاول من السّلف ثمَّ قَالَ اني بنيت بِهَذَا الْبَلَد مدرسة من وَجه حَلَال وَعَلَيْهَا وقف كَذَلِك واحب ان تقف تدرس بهَا فَقلت اني رجل تهامي لَا صَبر لي على الْجبَال الوعرة والبلاد الْبَارِدَة فَقَالَ يَا سُبْحَانَ الله الْعَظِيم لَيْسَ هَذَا عذر وانت ذكرت لي انك قَرَأت عَليّ ابْن الزبير فِي المخلافة وَهِي أَشد بردا من هَذِه الْبَلَد واضنك عَيْشًا فَقَالَ الان حججتني سمعا وَطَاعَة فَكتب حِينَئِذٍ ورقة الى الْوَزير يَقُول لَهُ يَا قَاضِي بهاء الدّين قد صوبنا الراي ان يقف فلَان مدرسا فِي مدرستنا بالمغربة وَقد ساعدنا على ذَلِك جزاه الله عَن الْمُسلمين خيرا فافعل لَهُ فَوق مَا كَانَ يفعل لمن قبله فَتقدم بِالْوَرَقَةِ الى القَاضِي فَلَمَّا وَصله وَأَوْقفهُ على ورقة السُّلْطَان ورحب واهل وَسَهل ثمَّ امْر من سَار مَعَه الى الْمدرسَة قَالَ عُثْمَان الشرعبي فَلَمَّا صَار بِالْمَدْرَسَةِ مستمرا على التدريس ظَهرت الْفَوَائِد الجمة على الطّلبَة وانارت الانوار الفقيهية والحديثية والنحوية واللغوية وَكَانَ يسمع من أرجاء الْمدرسَة صرير الاقلام وانتفع بِهِ من الطّلبَة الْخَاص وَالْعَام وَكَانَ عمره اذ ذَاك اثْنَان واربعون سنة وَهولا يكَاد يُوجد بلحيته سَواد قَالَ وَكَانَ مَجْلِسه محفوفا بالبركات وتسهيل الْعبارَات وَحُصُول التَّوْبَة من الزلات وَاجْتنَاب السَّيِّئَات والغيبات وَمَتى تعرض لَهَا متعرض زبره ومذهبه اقْرَأ الحَدِيث برجب شعْبَان ورمضان وَكَانَ يحضر مَجْلِسه المدرسون الشُّيُوخ الصالحون والشباب التائبون وَكَانَ عَظِيم الْوَرع مَحْفُوظًا عَن ارْتِكَاب الشُّبُهَات لَا يَأْكُل الا مَا يتَحَقَّق لَهُ وَمَتى أكل شَيْئا بِهِ شُبْهَة لم يسْتَقرّ لَهُ بباطن قَالَ الْفَقِيه عُثْمَان عمل بعض جيران الْمدرسَة طَعَاما لحادث حدث لَهُ فَدَعَا اليه جمعا من المدرسين وكافة اهل الْمدرسَة والفقيه من جُمْلَتهمْ فَاحْضُرْ طَعَاما مزخرفا ملونا الوانا كَثِيرَة فاكل مِنْهُ المدرسون واكل الْفَقِيه تقليدا لَهُم ثمَّ لما فرغوا ذهب كل مِنْهُم بَيته فَلم يكد يسْتَقرّ الْفَقِيه ببيته حَتَّى ذرعه الْقَيْء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015