اشْتِغَاله عَن التدريس ورتبنا الْفَقِيه احْمَد بن عَليّ مدرسا فاستمر وَهُوَ الملقب جمال الدّين الى سنة احدى وَعشْرين وسبعماية كَمَا سَيَأْتِي بَيَانه ثمَّ ان بعض اهله سَأَلَهُ شَيْئا يتسعين بِهِ على وقته فَامْتنعَ فَرفع الى المظفر بَان ابْن زَكَرِيَّا قَالَ كَانَ فِي المهجم اقطاعا للأمير ابْن أبي زَكَرِيَّا وَكَانَ يصحب الْقُضَاة بني صَالح ويحبهم ويعتقد خَيرهمْ فَترك مَعَهم مَالا أودعهُ وأودع أَبَاهُ مَالا حليلا فحقق بَينهمَا ثمَّ طلب عبد الرَّحْمَن وصادره مصادرة شنيعة فَسَأَلت الْخَبِير عَن تَحْقِيق خَيرهمْ فَقَالَ كَانَت المهجم اقطاعا للأمير من أبي زَكَرِيَّا وَكَانَ يصحب الْقُضَاة من صَالح ويحبهم ويعتقد خَيرهمْ فَترك مَعَهم مَالا لَهُ قدر وَقَالَ لَهُم يتصدقون بِهِ عَنهُ على من يعْرفُونَ اسْتِحْقَاقه فصرفوا مِنْهُ جملَة مستكثرة حَتَّى أَنه لم يبْق مِنْهُ شَيْء وَقت رِفَاعَة الرافع غير قدر يسير فطولب الْمَرْفُوع عَلَيْهِ باصل المَال فَلم يقدر وَكَانَ ذَلِك بِسَبَب سُقُوط بني صَالح ويحي بن صَالح مَعَ عبد الرحمن النِّسَاء وَالرِّجَال من اهله حَتَّى افتقروا وَرَأى المظفران الرافع قد عمل لَهُ مكرمَة فَجعله قَاضِيا بالمهجم واسْمه عَليّ بن ابراهيم بن صَالح بن عَليّ فَكَانَت سيرته غير مرضية وتأذى النَّاس بِهِ تاذيا عَظِيما الى القَاضِي الْبَهَاء وهم يغزله فَلم يقدر عَلَيْهِ حَتَّى رَاجع المظفر فِي ذَلِك فصده عَنهُ وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى توفّي عيه وَهُوَ آخر قَاضِي توفّي من بني صَالح وَكَانَ المتقدمون يغلب عَلَيْهِم الدّين وَالْكَرم ومواساة الْمُحْتَاج وخصالهم الحميدة أَكثر من أَن تحصى وَقد حدث فيهم شباب سلكوا غير طريقهم وتعانوا مَا لَا يَلِيق بهم فَذكرُوا انه من قبل وُقُوع محنة عبد الرَّحْمَن الْمُقدم ذكرهَا روى ان رجلا رَأْي بَين بُيُوتهم لَيْلًا شخص من الْجِنّ رِجْلَاهُ فِي الارض وَرَأسه فِي السَّمَاء وبرجليه وعنقه أغلال الْحَدِيد وَهُوَ يَقُول أَرَانِي الله دُورهمْ خلاء مفدفدة بأجمعها سَوَاء فَلم يقم الرَّائِي بعد ذَلِك غير يسير حَتَّى تمّ لعبد الرَّحْمَن مَا تمّ وَكَانَ هَذَا السَّبَب لفنائهم وَإِنَّمَا كَانَ على الاخير مِنْهُم حَرَكَة كحركة الْمَذْبُوح غير نَافِع وَلَا منتفع وَلم يبْق مِنْهُم مُسْتَحقّ للذّكر فِي عصرنا غير ابي مُحَمَّد الْحسن بن الْفَقِيه عَليّ بن مُحَمَّد بن الْفَقِيه ابراهيم بن صَالح بن عَليّ الْمَذْكُور اولا اخبرني بتحقيق حَالهم فِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015