كَانَ يعْمل فِي النّصْف من شعْبَان بهَا رين أَو أَكثر حلوى يفرق أَولهَا على الْأَيْتَام والضعوف ثمَّ يثنى بخواص اصحابه وَلَا يدع فَقِيها فِي الْبَلَد الا واساه وَبِالْجُمْلَةِ فمكارمه كَثِيرَة وَلم يزل على الْحَال المرضي الى ان توفّي بتاريخ شهر جمادي الاولى سنة خمس وَسِتِّينَ وستماية وَمن أحسن مَا حُكيَ عَنهُ انه كَانَ ذَات لَيْلَة نَائِما على قرب من امْرَأَته فَسَمعته يَقُول فِي مَنَامه انا اسبق انا اسبق فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ سَأَلته امْرَأَته عَن مُوجب قَوْله انا اسبق فاحلفته بِاللَّه تَعَالَى فَقَالَ رَأَيْت اني انا وَالشَّيْخ عِيسَى بن حجاج والفقيه نسبق الى الْجنَّة فَقلت انا اسبق وسبقتهما ثمَّ انه لم يقم الثَّلَاثَة بعد ذَلِك غير شَهْرَيْن وتوفوا جَمِيعًا فِي وعد وَاحِد فَصَارَ الْقَضَاء الْأَكْبَر بعده فِي تهَامَة الى الامام اسماعيل الْحَضْرَمِيّ وَخلف صَالحا فِي قَضَاء المهجم ورياسة الْبَيْت فِي ابْن اخيه عَليّ بن مُحَمَّد بن الْفَقِيه ابراهيم بن صَالح فَلبث حَاكما مُدَّة والاشرف بن المظفر مقطعا للمهجم من قبل ابيه فَحدث سَبَب اوجب الوحشة بَين عَليّ هَذَا والاشرف حَتَّى خرج عَن بَلَده نافرا اخبرني وَالِدي انه قدم عَلَيْهِم الْجند ثمَّ تقدم الى لحج وعدن فادرك بلحج الشَّيْخ الصَّالح الْمَعْرُوف بِابْن بَادر فَلبث عِنْده مُدَّة برباطه وَتزَوج بابنته فَاتَت لَهُ بِولد اسْمه حسن وَعَاد الشَّيْخ المهجم وَترك ابْنه فتربى عِنْد جده وَلم يكن رُجُوعه الى المهجم الا بعد مراسلة بَينه وَبَين الاشرف فَلَمَّا عَاد احسن اليه الاشرف احسانا كليا حَتَّى تبادلت الوحشة انسا وَلم يزل وَلَده فِي لحج عِنْد جده وتربى هُنَالك وَصَارَ لَا يعرف بَين اهل لحج وعدن ونواحيها الا بِابْن بَادر لذَلِك وَلما شب قصد المهجم واظنه لم يدْرك اباه وَسَيَأْتِي ذكره انشاء الله وَهُوَ الَّذِي أَخْبرنِي بغالب مَا ذكرته عَن اهله وَذَلِكَ بِمَدِينَة عدن وَذَلِكَ سنة ثَمَانِي عشرَة وسبعماية لكنه لم يكد يُحَقّق لي شَيْئا من التَّارِيخ لِأَن غَالب احواله الْبعد عَن ذَلِك
وَمِنْهُم عبد الرَّحْمَن بن القَاضِي صَالح بن الْفَقِيه ابراهيم بن الْفَقِيه صَالح مقدمي الذّكر كَانَ اول من رتب فِي الْجَامِع المظفري مدرسا وَكَانَ رَاغِبًا فِي ازدراع الارض مَشْغُولًا بِهِ فَكَانَ لَا يكَاد يفرغ للتدريس فَكتب الطّلبَة الى المظفر يَشكونَ ذَلِك فَكتب قد استخرنا الله تَعَالَى وعذرنا الْفَقِيه عبد الرَّحْمَن لِكَثْرَة