لجميعهم فَبعث قرصا لبَعْضهِم فآثر بِهِ صاحبا لَهُ ثمَّ الاخر آثر بِهِ اخر حَتَّى عَاد الى الَّذِي اتاه ابْتِدَاء فوصل بِهِ الى الْفَقِيه واخبره الْقِصَّة فاعجبته وَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي جعل فِي اصحابي صفة اهل الصّفة وانصار نبيه مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين قَالَ تَعَالَى ويؤثرون على انفسهم وَلَو كَانَ بهم خصَاصَة ثمَّ جمع الدرسة وَقسم الكسرة بَينهم بعددهم وَمن زهده انه مَا قبض دِينَارا وَلَا درهما

وَمِنْهُم سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن الزبير بن احْمَد الجيشي نسبه الى جد لَهُ اسْمه جَيش بِالْجِيم وَالْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت ثمَّ شين مُعْجمَة ثمَّ الشاوري نِسْبَة الى جد لَهُ اسْمه شاور تفقه بعلي بن مَسْعُود واخذعنه الْقُرْآن والنحو واللغة فغلبا عَلَيْهِ واخذ الادب ايضا خَاصَّة عَن ابراهيم بن عَليّ بن عجيل وَكَانَ كَبِير الْقدر شهير الذّكر وَهُوَ الَّذِي اخذ الرياسة للتدريس بِنَاحِيَة بَلَده وَكَانَت مدرسته جَامع المخلافة وَعنهُ اخذ جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن عمر وَعلي بن عطيه الشغدري وَغَيرهمَا وَعمر طَويلا حَتَّى قيل انه عَاشَ مائَة سنة وَخمْس وَسِتِّينَ سنة وَلم يزل على الطَّرِيق المرضي من الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة ومواظبة الْعلم قِرَاءَة واقراء حَتَّى كمل لَهُ من الْعُمر مائَة سنة فَلَزِمَ بَيته عَجزا وَلم يقدر على الْخُرُوج الى الْجَامِع بل بَقِي التدريس ببيته وَنسخ لنَفسِهِ عدَّة كتب فِي فنون

كَثِيرَة وَكَانَ حسن الضَّبْط جيد الْخط وَكَانَت وَفَاته لنيف وَتِسْعين وستماية تَقْرِيبًا

وَمِنْهُم الاخوان طَلْحَة وَمُحَمّد ابناء الزبير بن مُحَمَّد عَمهمَا الْفَقِيه سُلَيْمَان الْمَذْكُور آنِفا وَبِه تفقها وَطَلْحَة غلبت عَلَيْهِ الْعِبَادَة وَشهر بالصلاح واما مُحَمَّد فاخذ عَن عَمه الْفِقْه والادب وَولي قضالاعة وخطابتها وَكَانَ يَقُول الشّعْر من ذَلِك قَوْله مرثاة عَمه الْمَذْكُور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015