ثمَّ يَاء نسب جد اخر أَيْضا كَانَ أول اشْتِغَاله بحراز الْمُقدم ذكرهَا قَرَأَ الْقرَاءَات السَّبع وتفقه بعض التفقه ثمَّ عَاد بَلَده وَوصل الى الْفَقِيه ابي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن نزيل الى جبل تَيْس وَهُوَ الَّذِي ذكره ابْن سَمُرَة فِي اصحاب الشَّيْخ يحي بن ابي الْخَيْر وذكرته ايضا فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمُهَذّب ثمَّ وصل الى مَدِينَة جبا الْبَلَد الْمَذْكُور اولا فاخذ الْبَيَان عَن الْفَقِيه ابي بكر واخذ عَن أبي بكر الحجوري الَّاتِي ذكره ثمَّ عَاد المخلافة فراس بهَا ودرس فَلَمَّا ظهر الامام عبد الله بن حَمْزَة وَغلب امْرَهْ فِي نَاحيَة الْبَلَد خرج الْفَقِيه هَذَا فِي جمع من الطّلبَة بِنَحْوِ من سِتِّينَ طَالبا وَقصد تهَامَة فَمر بِموضع من اعمال المهجم يعرف بِبَيْت خَليفَة وَفِيه يَوْمئِذٍ الشَّيْخ عمرَان بن قبع شيخ القرابليين اذ ذَاك فَنزل فِيهِ على سَبِيل المحطة فاضافة الشَّيْخ وَجَمِيع اصحابه ثَلَاثَة ايام وَسَأَلَهُ ان يقف مَعَه ويدرس فِي قريته فاجابه الى ذَلِك ولبث عِنْده سِنِين عدَّة وَذَلِكَ سنة ثَمَانِي عشر وسبعماية ثمَّ لما توفّي عبد الله بن حَمْزَة ووهن امْر الزيدية عَاد الْفَقِيه الى بَلَده فَلبث بهَا مُدَّة قدم فِي اثنائها الشَّيْخ ابو الْغَيْث بن جميل الْمُقدم ذكره وايتنا هُنَالك رِبَاطًا واقاما متعاضدين مُدَّة ثمَّ لما ظهر احْمَد بن الْحُسَيْن واشتدت شَوْكَة الزيدية فَخَرَجَا عَن الْبَلَد وعادا الى تهَامَة وَكَانَ قد وقف الْفَقِيه عَمْرو بهَا فالشيخ ابو الْغَيْث نزل مَعَ الْفَقِيه عطا الَّذِي تقدم ذكره والفقيه نزل مَعَ تِلْمِيذه عَمْرو وَلم يزل عِنْده حَتَّى توفّي وَكَانَ هَذَا الْفَقِيه اماما كَبِيرا ذَا فنون كَثِيرَة وانتشر عَنهُ الْفِقْه بِجِهَة حجَّة وَغَيرهَا انتشارا عَاما وتفقه بِهِ خلق ناشر وَكَانَت وَفَاته تَقْرِيبًا فِي عشر وَخمسين وستماية
وَوصل الشَّيْخ ابو الْغَيْث بن جميل معزيا بِهِ الى تِلْمِيذه الْفَقِيه عَمْرو وَمن حضر من اهله وَكَانَ قد ازوج الْفَقِيه عمرا بابنة اخيه واما هُوَ فَلم يتَزَوَّج حَتَّى توفّي فَقيل لَهُ فَقَالَ تشغلي عَن الْعلم اَوْ كَمَا قَالَ وَكَانَت حلقته تجمع ثَلَاثِينَ متفقها غالبهم ذُو فقر وايثار حُكيَ انه حصلت عَلَيْهِم ازمة ابصروا بهَا ضَرَرا عَظِيما فَعلم بذلك بعض اهل الْقرْيَة وَلم يكن فِي قدرته على بعث طَعَام