سعوا فِي قَتله اشد سعي لَكِن الدولة بيد الْمُسلمين قاهرة

فَمن عَجِيب مَا ذكر عَنهُ أَنه رَآهُ بعض اصحابه اهل صنعاء فصافحه واذ بِهِ يجد فِي كَفه الْيُمْنَى مَكْتُوبًا سطرين الاول لَا اله الا الله وَالثَّانِي مُحَمَّد رَسُول الله فَلَزِمَهُ الرجل واتى بِهِ القَاضِي عمر بن سعيد فاراه مَا فِي يَده الْيُمْنَى فَسَأَلَهُ عَن بَيَان ذَلِك واحلفه ليخبره بِصِحَّة ذَلِك فَقَالَ ان لهَذِهِ فِي يَدي سِنِين مَكْتُوبًا فِيهَا هَذَا وَذَلِكَ انني كنت ايام التَّرَدُّد الى الصَّالِحين متشككا فِي أَي مَذْهَب الْحق فرايت لَيْلَة اني خرجت من صنعاء قَاصِدا تربة الْفَقِيه مَنْصُور بن جبر فَلَمَّا وَقعت على قبر الْفَقِيه رايته قد خرج من قَبره من راسه الى سرته وَقد قلت السَّلَام عَلَيْكُم دَار قوم لَا اله الا الله فَقَالَ لي صدقت لَا اله الا الله مُحَمَّد رَسُول الله فَقلت يَا فَقِيه مَنْصُور هَل انا صَادِق فِيمَا قلت قَالَ نعم والعلامة تصبح غَدا بِيَدِك فَلَمَّا اصبحت تاملت كفي فَوجدت فِيهِ مَا ترَوْنَ وَكَانَ ذَلِك اكبر الاسباب لدخولي مَذْهَب السّنة وكتمت ذَلِك سِنِين حَتَّى شَاءَ الله وَظهر ذَلِك على كره منى قَالَ المقرى الغيثي وَكنت اذ ذَاك مُقيما بِصَنْعَاء اقْرَأ النَّحْو ورايت السطرين فِي كف هَذَا الرجل وَكَانَ رجلا مُبَارَكًا زاهدا ورعا لَازِما طَرِيق القناعة غَالب اوقاته فِي مَسْجِد الْجَامِع صنعاء وَكَانَت الاسماعيلية تهم بقتْله والهجم عَلَيْهِ وَالله يكلؤه ويحميه وَكَانَ لَهُ وَلَهُم وقعات نجاه الله مِنْهَا وَكَانَ غَالب وُقُوفه فِي الْجَامِع حَتَّى انه لَازم الِاعْتِكَاف بِهِ اربعين سنة وَكَانَ يَقُول رايت بعد خروجي من مَذْهَب الاسماعيلية فِي الْمَنَام ان رجلَيْنِ جميلي الْخلق اتياني وانا نَائِم فقعدا عِنْد راسي ومعهما شَيْء كالعطب المنفوش فَقَالَ احدهما للاخر اغرزه فَقَالَ اغرزه انت فَجعل وَاحِد مِنْهُمَا ياخذ شياء من ذَلِك العطب ويدسه فِي فننخري حَتَّى افرغاه قَالَ فقصصت مَنَامِي على السَّيِّد السراجي فَقَالَ لي الايمان غزير بباطنك وَكَانَ عبد الْمُؤمن كثير التِّلَاوَة لكتاب الله فِي الْمُصحف وَكَانَ يقْرَأ كتب الحَدِيث وَقَرَأَ بعض كتب الْفِقْه وبداية الْهِدَايَة وَلم يزل على الطَّرِيق المرضي حَتَّى توفّي سلخ صفر من سنة عشْرين وَسَبْعمائة وَخَلفه ابْن اسْمه ابو الْقَاسِم فَقِيه قراء النَّحْو فِي صنعاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015