مَذْهَب ابي حنيفَة وَكَانَ الْمَنْصُور لما صَار اليه الْملك يامر الْوُلَاة باحترام الْفَقِيه وَمن انتسب اليه ويكاتبه يطْلب الدُّعَاء وَقد انْقَضى ذكر الْفُقَهَاء من بلد الشعييين وَهِي اعمال حصن الشّرف وَقد تطلع النَّاس الى معرفتهم فقد تقدم بَيَان نسبتهم إِلَى الشعيب وان مِنْهُم جمَاعَة من الْفُقَهَاء وَفِي بلدهم كَذَلِك واما هم فعرب استولوا على اعمال الْحصن الْمَذْكُور لاشتغال مُلُوك الغز بِمَا هُوَ اهم مِنْهُ اول من استولى مِنْهُم عُثْمَان ابْن عبد الله بن مُحَمَّد بنعلي الشعيبي كَانَ رجلا شجاعا كَرِيمًا مُطَاعًا مطعاما للطعام اكْتسب دنيا كَثِيرَة وترأس بهَا وَحمل قومه على التجبر عَن الدّفع الى السُّلْطَان ثمَّ مَا زَالَ كَذَلِك وَهُوَ يحايل ويخادع وُلَاة الشّرف حَتَّى استوفى امْرَهْ وَأمر قومه مَالا ورجالا ثمَّ أظهر الْخلاف وَمنع الجباة عَن الطَّرِيق إِلَى بَلَده ثمَّ تزايد ذَلِك حَتَّى قهر على الْحصن واخذه بعد معاصرة بَينه وَبَين الْوَالِي عَن غَالب الْبِلَاد وَذَلِكَ طردا لسوء السمعة بِالْخِلَافِ واخذ الْحصن وَمَعَ ذَلِك يجلب قُلُوب النَّاس بِالْعَدْلِ والاحسان ثمَّ تعامل بِكَثْرَة الصَّدَقَة ومحبة الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وَبِنَاء الْمَسَاجِد من ذَلِك مَسْجِد يعرف بسفله واظن مَسْجِد ظهر لَهُ ايضا وَهُوَ مَسْجِد كَبِير وَكَذَلِكَ الْمَسْجِد الاخر ايضا وَتُوفِّي على طَرِيق مرضِي فخلفه ابْن لَهُ اسْمه احْمَد فسلك طَرِيقه وَكَانَت لَهُ وَالِدَة صَالِحَة وَيذكر عَنْهَا الْخَيْر كثيرا من ذَلِك ان زَوجهَا الشَّيْخ عُثْمَان اعطاها صَدَاقهَا وَقَالَ عَامِلِي بِهِ واشتري شَيْئا تدخريه لَك ولعائلتك وَقت خصَاصَة فَجعلت تشتري الطَّعَام وتعمله خبْزًا وتطعمه الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين وابناء السَّبِيل حَتَّى اتت على جَمِيع الصَدَاق فَسَأَلَهَا زَوجهَا مَا فعلت فَقَالَت تركته ذخيرة فاعجبه ذَلِك ثمَّ توفّي الشَّيْخ عُثْمَان وَخلف ابْنه احْمَد وَكَانَ شَيخا خيرا سلك طَرِيق ابيه حَتَّى توفّي فخلفه ابْن لَهُ اسْمه مظفر وَكَانَ شَيخا حازما عَازِمًا يحب الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ يسير برعية بَلَده سيرة جَيِّدَة حَتَّى توفّي عَائِدًا من الْحَج سنة ثَمَانِي عشرَة وسبعماية وَخلف اولادا جمَاعَة اخيرهم على مَا يذكر الرّعية الَّذِي اسْمه دَاوُد قدمت الْبَلَد سنة عشْرين