اخْرُج انشاء الله تَعَالَى الا بك ثمَّ جذبه جذبة فَقَامَ وَخرج بِهِ الى بَاب الْبَيْت وَاسْتمرّ متعافيا حَتَّى توفّي وَلم اتحقق لَهُ تَارِيخا
وَفِي بلد هَؤُلَاءِ الشعيبيين قَرْيَة كَبِيرَة تعرف بِظهْر تَسْمِيَة بِظهْر الْحَيَوَان دَخَلتهَا فَوجدت الْقَائِم بهَا فِي الامور السُّلْطَانِيَّة شَابًّا خيرا يُقَال لَهُ دَاوُد بن مظفر الشّعبِيّ يذكر بِالدّينِ والمروة وَالْكَرم واختبرته بذلك فَوَجَدته كَمَا يَنْبَغِي
وجدت حَاكم الْقرْيَة رجلا اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْملك يذكر بِالدّينِ وَالْخَيْر فَسَأَلته عَن أصل بَلَده وَأَهله إِذْ بَلغنِي أَنهم فُقَهَاء فَقَالَ الْبَلَد السدا الديادير يسكنون بلد السدا وَذَلِكَ بِفَتْح الدَّال الْمُهْملَة بعد الف وَلَام وَفتح الْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت ثمَّ الف ودال مُهْملَة مخفوضة ثمَّ يَاء مثناة من تَحت سَاكِنة ثمَّ رَاء واحدهم ديداري للبلد الَّتِي تقدم ذكرهَا وَأَن سَبَب وقوفهم بِظهْر أَنه كَانَ جد لَهُم اسْمه اسماعيل بن عَليّ الديداري من عرب يُقَال لَهُم الديادير كَانَ مَشَايِخ الشعيبيين يصحبونه فَسَأَلُوهُ ان ينْتَقل من بَلَده اليهم ويدرس لَهُم بِجَامِع ظهر وليبذلوا لَهُ شَيْئا من وَجه حَلَال فاجابهم الى ذَلِك فَقلت على من كَانَت قرآته فَقَالَ على الْفَقِيه عَليّ بن عبد الله الْكرْدِي قلت لَهُ هَل كَانَ وَالِده عَليّ فَقِيها قَالَ نعم تفقه بِسُلَيْمَان بن فتح يَعْنِي الْمَذْكُور فِي اصحاب الْبَيَان على سُلَيْمَان بن فتح باحمد بن يُوسُف وَالِد مُوسَى مُصَنف شرح اللمع الَّذِي ذكره ابْن سَمُرَة وَوجدت تَارِيخ سَمَاعه للْبَيَان على سُلَيْمَان بن فتح سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وخمسماية وَهَذَا تَارِيخ يدل على تَأَخّر عَليّ عَن زمَان سُلَيْمَان وَلذَلِك لم يؤرخه ابْن سَمُرَة وَلَا وجدت لَهُ تَارِيخا
وَلم يطب لاسماعيل الْوُقُوف مَعَ الشعيبيين فَعَاد بَلَده واستناب اخا لَهُ اسْمه عمر هُوَ جد الْفَقِيه مُحَمَّد بن عبد الْملك بعد ان هذبه وفقهه وارتحل الى السحول فَأخذ عَن عبد الله بن نَاجِي بالقريعا وَعَاد فَلبث مَعَ الشعيبيين حَتَّى توفّي نَهَار الاربعاء سلخ الْحجَّة سنة سبعين وستماية وَخلف ابْنَيْنِ هما عبد الْملك