حصل بَين اهل السّنة بِصَنْعَاء والشيعة من الزيدية يَوْمئِذٍ مُنَازعَة وَادّعى كل انه على الْحق واظهر الزيدية صولة وَلم يكن يَوْمئِذٍ بِصَنْعَاء من عُلَمَاء السّنة من يردهم وَكَانَ هَذَا مُوسَى قد شهر اشتهارا عَظِيما فِي جَمِيع انحاء الْيمن فَقَالَ الامير بدر الدّين للزيدية لينزل جمَاعَة من فقهائكم الى الْبَلَد الَّذِي بهَا اخي عمر فقد ذكر لي ان بهَا فَقِيها عَالما يناظرونه فان غَلَبَكُمْ رجعتم الينا وان غلبتموه رَجعْنَا اليكم فاجابوه الى ذَلِك واخذ مِنْهُم الوثيق وَكتب الى اخيه وانتدب لذَلِك جمَاعَة مِمَّن يرَوْنَ انهم لَا يطاقون فِي مناظرة وَلَا علم فحين دخلُوا وصاب قصدُوا الْحصن الَّذِي فِيهِ الْأَمِير وأوصلوا اليه كتاب اخيه بذلك فحين وقف عَلَيْهِم برز اليهم فَرَحَّبَ بهم وَكَانَ مَسْكَنه حصن نعْمَان اُحْدُ حصون وصاب وَهُوَ على قرب من قَرْيَة الْفَقِيه وَكَانَ قد تقدم لَهُ بِهِ خلْطَة عَظِيمَة فَصَارَ يتَحَقَّق جودة علمه وغزارة فَضله فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّانِي سَار هُوَ وهم حَتَّى اتوا قَرْيَة الْفَقِيه الْمَذْكُور فوجدوه يدرس فِي الْمَسْجِد فحين دخلُوا عَلَيْهِ وسلموا رد عَلَيْهِم وَلم يكد يقم لَهُم فَلَمَّا قعدوا وَهُوَ مكب على تدريسه جعل الزيدية يعترضونه وَهُوَ يُجِيبهُمْ بِمَا يسْقط اعتراضهم ثمَّ لما فرغ من التدريس اقبل عَلَيْهِم وناظرهم على الْمَذْهَب مناظرة كَامِلَة اسقط بهَا مَذْهَبهم وَبَين فِي ذَلِك سفه رَأْيهمْ وَسُقُوط حججهم فانخذلوا وخرسوا وَتبين عجزهم فصاح النَّاس بهم فَخَرجُوا عَن مجْلِس الْفَقِيه مدحورين خزايا واستطار بَين النَّاس انهم قطعت حجتهم وَلم يقم لَهُم صُورَة وَلَا لمذهبهم فَجعل النَّاس يصيحون بهم من رُؤْس الْجبَال وبطون الاوديه وهموا ان ينهبوهم الى ان علمُوا ان الامير نور الدّين الْقَائِم بهم وَالْجَار لَهُم فامتنعوا من نهبهم وَسَارُوا خَائِفين حَتَّى خَرجُوا عَن وصاب وَلم يزل الْفَقِيه على الْحَال المرضي حَتَّى توفّي سنة احدى وَعشْرين وستماية فرأه بعض اصحابه بعد مَوته فَقَالَ مَا فعل الله بك فَقَالَ غفر لي وشفعني فِي أهل واصاب من قَوَارِير الى بلد السلاطين يَعْنِي بلد