فعزمه بَان دَعَاهُ الى منزله لما جَاءَ بِهِ الى مَوضِع خلف عدَّة ابواب أقعده فِيهَا وَدخل موضعا وَخرج اليه بِسيف محدوب وَقَالَ لَهُ اختر اما ان تدلي لسَانك فاقطعها اَوْ اقْطَعْ رَأسك فادلى الْفَقِيه لِسَانه فَقطع مِنْهَا جزأ وناوله وَقَالَ هَذَا اجازتك على الفاعلين الصانعين ابي بكر وَعمر فاخذ الْفَقِيه لِسَانه وَوصل بهَا الى الضريح الشريف فَشكى حَاله بِقَلْبِه وذكل اول لَيْلَة فَلَمَّا تهور اللَّيْل اذ بِهِ يرى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام قد أقبل وَمَعَهُ الشَّيْخَانِ فَوقف على الْفَقِيه وَقَالَ يَا أَبَا بكر اعد على هَذَا لِسَانه قَالَ فَأخذ أَبُو بكر من يَدي الْقطعَة ووضعها على مَوضِع الْقطع وتفل عَلَيْهَا وَقَالَ بحول الله وقوته فعادته قَالَ فَعَادَت كَمَا كَانَت فَمسح صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على رَأْسِي وبشي من جَسَدِي ثمَّ صَاحِبَاه كَذَلِك ودعوا لي فَاسْتَيْقَظت وَأَنا متعاف فَذَهَبت الى منزلي فِي خير وعافية ثمَّ انه عَاد الى بَلَده فَلَمَّا كَانَ فِي السّنة الثَّانِيَة حج فزار فَقَامَ بمديح آخر فِي ذَلِك الْموضع الَّذِي قَامَ بِهِ اولا فَلَمَّا فرغ قَامَ اليه شَاب جميل الْخلق فَلَزِمَ بِيَدِهِ وَقَالَ أحب ان تتروح معي الْمنزل اتبرك بك فَلم يُخَالِفهُ وَسَار مَعَه فاتى بِهِ الْبَيْت الَّذِي لَا يُنكره فتقومت مِنْهُ نَفسه وَدخل متوكلا على الله حَتَّى صَار بوسط الدَّار اذ بِهِ يجد قردا قد ربط الى خَشَبَة بسلاسل حَدِيد فحين رأى الْفَقِيه جعل يتوثب عَلَيْهِ فكاد يقطع الرِّبَاط فنزقه الشَّاب وهم بضربه وَدخل بالفقيه الى مَوضِع مبتعد عَنهُ فاتاه بِطَعَام لَائِق فاكلا مَعًا ثمَّ لما فرغا قَالَ يَا فَقِيه اعرفت هَذَا الْبَيْت قَالَ نعم قَالَ فَعرفت القرد المربوط قَالَ لَا قَالَ هُوَ الشَّيْخ الَّذِي قطع لسَانك وانا وَلَده وانه نَام بعد قطع لسَانك مَعَ امْرَأَته فَلم يَسْتَيْقِظ أَلا وهوي يَصِيح صياح القرود فاسرجنا واتيناه فرايناه قردا كَامِلا فربطناه حَيْثُ رَأَيْت وَقد تبنا عَن مذْهبه ومعتقده وَنحن نحب الشَّيْخَيْنِ وَمن يحبهما فَعجب الْفَقِيه عمر من ذَلِك وَخرج وَكَانَت وَفَاته بِمَدِينَة حَصى بِموضع يُسمى الشعرة قبر هُنَالك الى جنبه قبر ابيه ابي بكر وَجَمَاعَة من اولاده وَسَيَأْتِي