المجاهدة والعجيب ان بَلَده بني حُبَيْش بَلَدا بادية قَليلَة الْعلم اهلها فرزق هَذَا علما وسكينة وصلاحا وَمن غَرِيب مَا حكى عَنهُ ان امْرَأَته فَاطِمَة لم يكن لَهُ زَوْجَة غَيرهَا وَكَانَا متصادقين فِي الصُّحْبَة حجا مَعًا ولبثا بِمَكَّة وَالْمَدينَة سبع سِنِين مجاورين فَذكرُوا ان احدهما قَالَ للاخر احب ان نتعاهد على ان من مَاتَ اُحْدُ منا لم يتَزَوَّج الاخر بعده فتعاهدا على ذَلِك فَقدر مَوته قبلهَا
فَلَمَّا انْقَضى حدادها وصل يخطبها جمَاعَة من اعيان الْبِلَاد وَكَانَت من عرب كثير فَكرِهت الزواج موافاة لعهد الْمَذْكُور فَحَضَرَ تِلْمِيذه وَصَاحبه الشَّيْخ مبارز بن غَانِم ان يَتَزَوَّجهَا وَقد صَار لَهُ صيت عَظِيم فارسل الَّتِى اهلها بذلك فاجابوه لكَونه الْمَذْكُور بعد الْفَقِيه بِالدّينِ وَالصَّلَاح واقبال النَّاس عَلَيْهِ واوعدوه الى حَيْثُ هِيَ قَاعِدَة فِي الْقرْيَة معتكفة على قبر الْفَقِيه اذ هُوَ مقصد من الْمَقَاصِد الْمَشْهُورَة للتبرك كَمَا سَيَأْتِي فواجههم الشَّيْخ اليها فَقَالَ اهلها اخْتَارِي اما ان تتزوجي مبارزا اَوْ تروجين مَعنا بلدنا فاختارات مبارزا بِشَرْط ان لَا ينقلها عَن موضعهَا ثمَّ اتعدوا للزفاف ليَوْم مَعْلُوم يَأْتِي الشَّيْخ ذَلِك الْيَوْم فَبَيْنَمَا هِيَ تتهيأ إِذْ غفت اعفاءة ثمَّ استيقضت فزعة وَعِنْدهَا كركان للفقيه يلْبسهُ فِي حَيَاته واوصى ان يدْفن مَعَه فَقَالَت ابعدوا عني هَذَا الحنا وَجَمِيع الة الْعرس ثمَّ اخذت الكركان وَجعلت تبْكي وتقبله وَتقول المعذرة الى الله ثمَّ اليك يَا ابْن ظفر فَلَا تاخذ على فانني مقهورة فَاجْتمع اهلها حولهَا ثمَّ سألوها عَن سَبَب بكائها فَقَالَت اما تعرفُون ان هَذَا كركان الْفَقِيه وانه دفن مَعَه فَقَالُوا بلَى فاقبلت عَلَيْهِم وَقَالَت رَأَيْت الْفَقِيه فِي النّوم فَقَالَ امتنعي وَقَوْلِي