الله بدار زيد فِي أَيَّام القَاضِي اِسْعَدْ اذ اجْتمع لذَلِك الْفُقَهَاء هُنَاكَ وَحج فَمر فِي طَرِيقه على الشَّيْخ ابي الْغَيْث فَسلم عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ ان يسمح على صَدره وَلما ودعه سَأَلَهُ ان يبصق لَهُ فِي فَمه فبصق وسافر فَقيل للشَّيْخ كَيفَ رَأَيْت الْجبلي فَقَالَ رجلا كَامِلا سَمِعت جمعا من الْعلمَاء وَغَيرهم مُجْمِعِينَ على زهده وورعه وَكَمَال عِبَادَته ونظافة تفقهه وصيانة عرضه وَمَا يزَال كثير الصّيام لَا يفْطر غير الايام الْمَكْرُوهَة ثمَّ لَا يَأْكُل من الاطعمة الا مَا يعرف حلّه وَلَا يَأْكُل لَاحَدَّ طَعَاما مَا لم يتحققه ثمَّ كَانَ شَدِيد الطَّهَارَة مبالغا فِيهَا وَكَانَ اذا اراد الِاغْتِسَال نزل بِقَمِيصِهِ فِي حائرة عَظِيمَة فينغمس مرَّتَيْنِ ثَلَاثًا ثمَّ يخرج الى صفا فَلَا يبرح مُصَليا عَلَيْهِ حَتَّى تَجف ثِيَابه وَأمره فِي الطَّهَارَة شَدِيد وَفِي كل أُمُور الدّين عَظِيم وَلَقَد رَأَيْت الصَّفَا الَّذِي كَانَ يُصَلِّي عَلَيْهِ فَرَأَيْت فِي مَوضِع سُجُوده أثرا ظَاهرا فَقلت لجَماعَة من اصحابه هَل كَانَ فِي وَجه الْفَقِيه شَيْء فَقَالَ لَا وَهَذَا أَمر عَظِيم وَلَيْسَ كَمَا ترى فِي عباد زَمَاننَا يتعبد الانسان مِنْهُم بعض التَّعَبُّد فَيصير فِي وَجهه اثر السُّجُود اسود اخبرتني الْفَقِيه ابو بكر بن احْمَد الماربي عَن الْفَقِيه عبيد بن صَالح الْعَنسِي عَن الْفَقِيه عمر بن مُحَمَّد بن مِصْبَاح انه رأى وَلَده مُحَمَّد وَقد توفّي فِي طَرِيق الْحَج فِي مَدِينَة حلي ابْن يَعْقُوب فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ غفر لي وأدخلني الْجنَّة ويل للمتقشفين فَقلت رَأَيْت جدك يَعْنِي مُحَمَّد الْمَذْكُور فِي اهل جبلة فَقَالَ نعم ويل للمتقشفين ويل للمتقشفين فَقلت كَيفَ هُوَ قَالَ بِخَير ويل للمتقشفين ويل للمتقشفين ثمَّ سَأَلَهُ القَاضِي عَبَّاس الحَدِيث فِي الْكتاب القَاضِي عَبَّاس