فاخرة وَفِي سنة ثَمَانِي وَعشْرين عملت مَنَارَة للجامع هُوَ الْقَائِم بذلك منماله وَمَال الْمَسْجِد غَالِبا ثمَّ حِينَئِذٍ اختم نَاحيَة البلدين بِذكر الْفُقَهَاء الاخيار من السَّادة الاطهار اهل ذى عقيب وَضبط ذِي عقيب بِضَم الْعين الْمُهْملَة وَفتح الْقَاف وَسُكُون الْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت ثمَّ بَاء مُوَحدَة وَفعلت ذَلِك اعْتِمَاد على ختم الْجِهَة اباختيارنا واول من شهر مِنْهُم الْفَقِيه ابو بكر بن سعيد بن ابي السُّعُود بن اِسْعَدْ بن احْمَد الْهَمدَانِي مولده فِي سنة تسع وَتِسْعين وَقيل سنة سِتّمائَة وَكَانَ فَقِيها فَاضلا حاذقا حَتَّى كَانَ يُقَال الشَّافِعِي الاصغر وَكَانَ اذ ذكر عِنْد الْفَقِيه عمر اخيه الَّاتِي ذكره يَقُول نَحن ببركة ابي بكر وَكَانَت وَفَاته يَوْم الِاثْنَيْنِ منتصف شَوَّال سنة ارْبَعْ وَعشْرين وَسَبْعمائة
وَمِنْهُم صنوه ابو الْخطاب عمر بن سعيد مولده سنة عشر وسِتمِائَة كَانَ كَبِير الْقدر وشهير الذّكر عَالما عَاملا زاهدا ورعا جَامعا لطريقي الْعلم وَالْعَمَل موفقا فِي صغره وَكبره حكى الثِّقَة انه ثَبت عَنهُ انه قَالَ خرجت وانا صَغِير يَتِيم معي كسرة وقصدت جبلة اريد المعلامة فَلَمَّا صرت بِالطَّرِيقِ جعلت اكل شَيْئا من الكسرة الَّتِي معي فلقيني شخص حسن الْهَيْئَة جميل الْخلقَة فَقَالَ انت فَقِيه وتأكل بِالنَّهَارِ فاستحيت من كَلَامه وَكَانَ غَالب ايام الْفَقِيه الصَّوْم وَكَانَ اصحابه يرَوْنَ ان ذَلِك سَبَب موظبته وَكَانَ مُعظم تفقهه بِمُحَمد بن عمر الجبرتي مقدم الذّكر فِي أهل جبلة واخذ عَن غَيره كمحمد بن مِصْبَاح وَغَيره وارتحل الى صاب فاخذ بهَا شرح اللمع لمُوسَى الاصابي عَن الْفَقِيه ابي بكر الجناحي باخذه لَهُ عَن المُصَنّف واخذ عَنهُ ايضا شَيْئا من كتب الحَدِيث وَكَانَ يحفظ جَامع البُخَارِيّ من الصَّحِيح عَن ظهر غيب وَمن شُيُوخه الْفَقِيه نَاجِي صَاحب تيثد وَقَرَأَ الْبَيَان على الْفَقِيه عبد