لم يأتني الضَّيْف

وَلما قدم الغز الْيمن لم يحاربهم بل هادنهم وهاداهم فَكَانُوا يستعقلونه وَلم ينازعوه وَكَانَ يسكن بالحصن الْمَعْرُوف بِبَيْت عز على وزن فعل بخفض الْفَاء وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة ثمَّ لَام وَهُوَ من الْحُصُون المعدودة فِي الْيمن وَبِه توفّي وَلم اتحقق تَارِيخه بل انه قتل الْمَنْصُور وَهُوَ بَاقٍ قد عمي ثمَّ خَلفه ابْنه مُحَمَّد فَسَار بِنَحْوِ من سيرته من مُوَاصلَة الغز والاطعام وَالطَّاعَة الى ان توفّي فِي الدولة المظفرية وَكَانَ جوادا الا انه لَا خيب سَائِلًا حَتَّى كَانَ السُّؤَال يمتحنونه وَتُوفِّي على ذَلِك فَبعث المظفر بنه الاشرف الى الْحصن معزيا بِهِ الى ابْنه عَليّ الْمَذْكُور فَكَانَ لَهُ من اكرامهم شَيْء كثير بِحَيْثُ لم ينزل الاشرف حَتَّى قد عدان لاملك مَعَهم وَلَا حصن فحين وصل الى أَبِيه اعلمه بِعظم حَالهم فاكن فِي نَفسه الْغدر عِنْدَمَا ينرل إِلَيْهِ فَلم يكن غير يسير حَتَّى نزل إِلَى المظفر يسلم عَلَيْهِ وَذَلِكَ عَادَة لَهُ ولأبيه وجده مُوَاصلَة الْمُلُوك فَلَزِمَهُ وأطلعه الدملوة وَقَالَ لَا سَبِيل لإطلاقك حَتَّى تسلم إِلَيْنَا حصن بَيت عز فَأَقَامَ بالسجن مُدَّة والحصن بيد ولد لَهُ اسْمه يُوسُف فَلَمَّا طَال عَلَيْهِ السجْن وطمع الْأَعْدَاء بِهِ مَعَ ميل السُّلْطَان عَنْهُم رغب ابْنه فِي تَسْلِيم الْحصن فسلمه وَأطلق السُّلْطَان أَبَاهُ فسكن حجر الْموضع الَّذِي ذكرت اولا انه ابتنى بِهِ مدرسة جَيِّدَة وانها بَاقِيَة الى الان وَذكر الثقاة ان علوان كَانَ متأدبا مَعَ الشَّيْخ عَبده عَليّ وَقَومه وَكَانَ الشَّيْخ عَبده عَليّ بن مُحَمَّد من كرام الْعَرَب وشجعانها واخيارها يحب الصَّالِحين وَالْعُلَمَاء الرَّاشِدين توفّي اخر الْمِائَة السَّابِعَة تَقْرِيبًا وبالقرب من نَاحيَة دلال قَرْيَة الملحكي قَرْيَة تشهر بالفقهاء الاخيار مِنْهُم عَليّ بن مُحَمَّد كَانَ فَقِيها صَالحا وَرُبمَا ذكرُوا انه لم تفته صَلَاة الصُّبْح مُنْذُ بلغ يَعْنِي فِي وَقتهَا وَتُوفِّي عَليّ ذَلِك وَلم يتَزَوَّج قطّ وَكَانَت وَفَاته بتاريخ نَيف وسبعمائه

وَمِنْهُم عَليّ بن القَاضِي كَانَ فَقِيها فَاضلا توفّي سنة سبع عشرَة وَسَبْعمائة واخر فقهائهم عُثْمَان بن ابي بكر بن سعيد بن احْمَد الْمرَادِي كَانَ فَقِيها فَاضلا يذكر بشرف النَّفس وعلو الهمة وإطعام الطَّعَام تفقه بِعَبْد الله السلالي مقدم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015