كتب الى ابْن ابي ميسرَة يستدعيه اليه
مِنْهُم سعيد بن قيس بن ابي بكر حَمْزَة كَانَ فَقِيها نحويا ثمَّ اشْتغل بالْمَنْطق فَظهر مِنْهُ مَا لَا تحتمله عقول النَّاس فنسبوه الى الزندقة وَالْخُرُوج عَن الدّين وَصَارَ يُفْتِي النَّاس بالرخص وَتَحْلِيل العقد حَتَّى ان امْرَأَة كرهت زَوجهَا وبذلت لَهُ مَالا على ان يخالعها فكره فَأمرت ان تستفتيه عَن وَجه التَّخَلُّص بِهِ عَنهُ فَقَالَ ترتد عَن الاسلام وَعرفهَا كَيْفيَّة الرِّدَّة فَفعلت ذَلِك وَخرجت عَن بَيت الزَّوْج وبلده واستفنت الْفُقَهَاء فافتوها بالبينونة فَتزوّجت بِزَوْج اخر فَفعل ذَلِك مَعَ جمَاعَة من النَّاس فكره اهله واهل بَلَده سكونه مَعَهم حَتَّى انه خرج نافرا عَن الْبَلَد الى نَاحيَة من بلد بني حُبَيْش فَدخل الى بعض الْفُقَهَاء وتحدث مَعَه بمالا يحْتَملهُ عقله فزجره عَن ذَلِك فَلَمَّا خرج من عِنْده قَالَ الْفَقِيه لجَماعَة حوله يَعْتَقِدُونَ دينه وَعلمه من قتل هَذَا المبتدع دخل الْجنَّة اَوْ كَمَا قَالَ فَتَبِعَهُ بَعضهم الى شَيْء من الطَّرِيق وَقَتله وَلم اتحقق بِأَيّ تَارِيخ كَانَ ذَلِك وَله ذُرِّيَّة بِحجر على طَرِيق البدو كَمَا بَلغنِي
وَمِنْهُم ابو الْقَاسِم بن عَليّ بن عَامر بن حُسَيْن بن عَليّ احْمَد بن قيس الْهَمدَانِي يجْتَمع مَعَ الْمَذْكُور اولا فِي قيس تفقه بِحجَّة إِذْ كَانَ راحها من جملَة عَسْكَر على بن عبد الله الشغدري الَّاتِي ذكره ولي قضا عدن من قبل بني مُحَمَّد بن عمر فَلبث سِنِين وَتُوفِّي على ذَلِك لَيْلَة الْخَمِيس ثَانِي عشر الْقعدَة من سنة ثَلَاث وَسَبْعمائة وَمن الْجَبَل الْمَذْكُور وَادي الشناسي بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة بعد الف وَلَام