ترى فَإِنِّي قد كرهت معانات اهل الْجند والتعرض لَهُم فَلَيْسَ أَكثر من هَذَا قصر عَنْهُم فَمن تكن الْمَلَائِكَة تحرسهم كَيفَ يَلِيق التَّعَرُّض لَهُم فزاده الْفَقِيه كَرَاهَة فَكتب الى المظفر يُخبرهُ انه لَا يُرِيد الْجند وَإِنَّمَا يُرِيد عوضهَا ويخبره انه وجد الْجند ممتنعة بالدروب وَالنَّاس قد حذروا فَقَالَ لَهُ المظفر انت الَّذِي شعت وَلَو كتمت امرك لم يدر بك اُحْدُ لَكِن صل فقد ابحنا لَك المغربة عوضا عَن الْجند فحين وَصله الْكتاب بَادر وَتقدم الى تعز ونهبها حَتَّى استبى النِّسَاء وَلم يكد يتغلب عَلَيْهِ شَيْء حَتَّى اخذه وَنَقله الى بَلَده وَغَيرهَا وَتعرض لَهُم الأعروق فِي بلد السّلف فَكل من مربهم اخذوه لم يسلم إِلَّا من جنب مَعَ الشَّيْخ بِنَفسِهِ اَوْ سَار على غير طَرِيق السّلف فَذكرُوا ان علوان لما عَاد بَلَده اصلح امْرَهْ وَتَابَ وَحسنت تَوْبَته وَله شعر معجب ديوانه يُوجد كثيرا مِنْهُ مَا قَالَه فِي عتاب نَفسه ... وَقد كَانَ ظَنِّي الغي وَاللَّهْو إِنَّمَا ... يكونن فِي عصر الشَّبَاب الغرانق
فَلَمَّا اتاني الشيب وانقرض الصِّبَا ... نظرت وَذَاكَ الغي غير مفارقي
فَقَالَ بلَى لَكِن راسك رُبمَا ... تكون باحدى الْحَالَتَيْنِ موافقي
فَقلت لَهُ لَا مرْحَبًا لَك بعْدهَا ... وانك مني طَالِق وَابْن طَالِق ... فَقَالَ سمعنَا مَا حَلَفت بِهِ لنا ... وَكم مثلهَا قد قلته غير صَادِق
وَقلت لَهُ وَمن بعد الطَّلَاق فَقَالَ لي ... وَأي طَلَاق للنِّسَاء الطوالق
فَقلت لَهُ لي مِنْك جَار يجيرني ... فَقَالَ وَمن هُوَ قلت ذِي الطول خالقي
فولى لَهُ مني صَحِيح فَقلت لَا ... تصح وبادر نَحْو كل مُنَافِق ... وَمن شعره قَوْله ... اذا كَانَ قَول الْحق وَالْحق قَوْله ... بمحكمة فِي الْملك فِي اية الْملك ...