نَاجِي واراد ان يسكن قَرْيَة المخادر وَلم يكن اُحْدُ مِنْهُم يعْتَاد ذَلِك فحين بلغ الْفَقِيه ذَلِك شقّ عَلَيْهِ وَلما كَانَ يَوْم الْجُمُعَة والمشايخ مجتمعون فِي هَذَا الْجَامِع قَامَ هَذَا الْفَقِيه وَقَالَ بَلغنِي يَا مَشَايِخ انكم تُرِيدُونَ تسكنون الْيَهُود بالقرية فَقَالَ لَهُ المريد لذَلِك نسكن فِيهَا من شِئْنَا فَقَالَ الْفَقِيه لَا حَاجَة لي بِبَلَد يسكن فِيهَا المغضوب عَلَيْهِم فَأَنَّهَا تكره مجاورتهم ثمَّ عزم على الْخُرُوج من الْجَامِع فحين قرب من بَابه سقط قنديل من قناديله على قرب من الشَّيْخ وانكسر وَدخل اهل الْجَامِع وَحْشَة فتناظر الْمَشَايِخ ثمَّ ابتدروا الْفَقِيه وسألوه الصفح عَن الْمُتَكَلّم والتزموا لَهُ ان لَا يتْركُوا احدا من الْيَهُود يسكن الْقرْيَة فَعَاد الْفَقِيه حِينَئِذٍ الى مَوْضِعه من الْجَامِع وَصلى النَّاس الْجُمُعَة وَلم يزل مُقيما حَتَّى توفّي بهَا

بعد أَن تفقه بِهِ جمع كَبِير كَعبد الله بن نَاجِي وَعلي بن ابي بكر التاعيين وَمُحَمّد بن عمر الجبرتي مقدم الذّكر فِي اهل جبلة وابراهيم بن عجيل وابو بكر الصُّوفِي وقبره بالمسدارة الْمقْبرَة المذكرة ألاو وَله عقب بقرية تَحت نقِيل صيد تعرف بالصفى

وَمِنْهُم عبد الله بن عَليّ بن نَاجِي بن عبد الحميد التباعي مَسْكَنه قَرْيَة بِالْقربِ من المخادر تعرف بالقريعا بِضَم الْقَاف بعد الف وَلَام وَفتح الرَّاء وَسُكُون الْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت وَفتح الْعين الْمُهْملَة ثمَّ الف تفقه بِابْن سحارة وَرَأَيْت بِخَط الامام ابْن عجيل ضبط سحاره بِالسِّين الْمُهْملَة وَأما أهل الْبَلَد فَيَقُولُونَ هُوَ بِالْمُعْجَمَةِ لم أسمع أحدا مِنْهُم يذكر خلاف ذَلِك

وَعنهُ اخذ جمَاعَة وَلم اتحقق لَهُ تَارِيخا وَكَانَ لَهُ ابْن اسْمه مُحَمَّد كَانَ فَقِيها فَاضلا توفّي بشوال سنة ارْبَعْ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة ثمَّ صَار الْفِقْه إِلَى طبقَة أُخْرَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015