لَهُ وللجماعة حكى انه رأه يَوْمًا فِي يَده خَاتم فضَّة فابعدها مِنْهُ ثمَّ عَاد جبلة فاقبل على قِرَاءَة الْفِقْه وَلما كَانَ فِي بعض الاعياد الَّتِي يتحارب بهَا اهل جبلة مَعَ أهل الْبَادِيَة دخل الْفَقِيه سُفْيَان الْجَامِع فَلم يجد بِهِ أحدا غير هَذَا الْفَقِيه مكبا على مطالعة الْبَيَان فاعجبه ذَلِك فعزم على الْقعُود مَعَه ثمَّ ازوجه بابنته واهله جمَاعَة يعْرفُونَ ببني عسيل وهم من فُقَهَاء قَائِمَة بني حُبَيْش وخطبائها وَفِيهِمْ اخيار وَمن شُيُوخه الَّذين تفقه بهم ابو بكر بن العراف وعباس البريهي وصهره سُفْيَان وَلما توفّي اسْتَخْلَفَهُ على مَسْجده فَلم يزل بِهِ وارتحل الى مصنعة سير وتفقه بهَا وَلما تولى بنومحمد بن عمر الْقَضَاء والوزارة صحبهم ثمَّ لما كَانَ سنة أَربع وَسَبْعمائة عزم على الْحَج بكافة أَهله زَوجته ابْنة سفين وولدين لَهُ وَله ابْنة فَلَمَّا صَارُوا كلهم الى تعز فازوج الْفَقِيه ابا بكر بهَا وسافر بِزَوْجَتِهِ وابنيه وَكَانَا قد تفقها وَلما وصلوا جازان توفت الزَّوْجَة منتصف شعْبَان ثمَّ لما صَارُوا بِمَكَّة وَذَلِكَ لعشرين من رَمَضَان توفّي وَلَده الاصغر احْمَد وَكَانَ جيدا تقيا شرِيف النَّفس عالي الهمة قد تفقه بعض الْفِقْه ثمَّ حج الْفَقِيه وَابْنه الاخر وَعَاد الْيمن فَتوفي الْفَقِيه بجدة سلخ الْحجَّة من سنة ارْبَعْ وَسَبْعمائة فَعَاد وَلَده الْيمن فَبَعثه الْفَقِيه واجله وَصَارَ لَهُ بذلك عِنْد النَّاس محلا ثمَّ كَذَلِك ايام وَلَده جمال الدّين
وَمِنْهُم عمر بن عبد الله عرف بَابي عقبَة ينْسب الى بني عقبَة الْقُضَاة الَّذين ذكرهم ابْن سَمُرَة فِي قُضَاة جبلة كَانَ يعرف بِالْقَاضِي استصحابا لبَقَاء الِاسْم على عَادَة النَّاس يسمون القَاضِي باهله وَكَذَلِكَ الْفَقِيه وان كَانُوا عَامَّة وَكَانَ تفقهه بِعَبْد