وهما الشَّيْخ زُرَيْع بن مُحَمَّد وَالْفضل بن عواض فاما زُرَيْع فَهُوَ الشَّيْخ الصَّالح زُرَيْع ابْن مُحَمَّد وَيعرف بالحداد أَصله من جبل بعدان من قَرْيَة النظاري كَانَ رجلا صَالحا عابدا متورعا كثيرا مَا يصحب الصَّالِحين ذكرُوا انه كَانَ فِي ابْتِدَائه شَابًّا معجبا بِنَفسِهِ خطر لَهُ بأمرأة من اهل السّتْر فِي الْقرْيَة وَكَانَت مضرورة بالفقر وَبهَا جمال فائق فَبعث لَهَا بِشَيْء ءعلى ان تواصله فَكرِهت ذَلِك ثمَّ اشتدت بهَا الْحَاجة حَتَّى اشرفت على الْهَلَاك فَقدر ان زَاد ارسل اليها وَهِي على الْحَال فقبضت من رَسُوله ماجاء بِهِ ووعدته بَان يَأْتِيهَا فِي وَقت فوافاها زُرَيْع ذَلِك الْوَقْت فَلَمَّا خلى بهَا رَآهَا تنتسف كالسعفة فِي الرّيح فَقَالَ لَهَا مَا شَأْنك فَقَالَت هَذَا امْر لم اكن اعرفه وَلَا أحد من أَهلِي فاحلها مِمَّا مَعهَا ثمَّ خرج فَقَالَ لَهَا زحزحتيني من النَّار زحزحك الله عَنْهَا فَكَانَ بِهِ من الْخَيْر كثير وَكَانَ يمسك الْقطعَة الْحَدِيد وَهِي نَار تشعل فَلَا تضره ثمَّ لزم صُحْبَة الْفَقِيه مُحَمَّد بن مَضْمُون والفقيه سعيد بن مَنْصُور وَغَيرهمَا من صلحاء وقتهما وفقهاء تِلْكَ النَّاحِيَة وَقد ذكرت حُضُوره لوَصِيَّة ابْن مَضْمُون

وَأما الْفضل فَهُوَ الْفضل بن عواض الْمليكِي كَانَ من اعيان الْمَشَايِخ اهل الرياسة والسياسة وَكَانَ كَرِيمًا شجاعا كثير فعل الْمَعْرُوف مَقْصُودا مألوفا وَكَانَت لَهُ منزلَة عِنْد الْملك المظفر وَهُوَ اُحْدُ مَشَايِخ بلد مذْحج توفّي سنة

وَمِنْهُم عَليّ بن الْفَقِيه ابي السُّعُود بن الْحسن الْآتِي ذكره ان شَاءَ الله تَعَالَى فِي النواحي كَانَ هَذَا عَليّ فَقِيها فَاضلا نحويا درس بالنجمية واظنه اول من درس بهَا واستدعاه المظفر ليقرئ وَلَده الاشرف النَّحْو فَصَارَ الى تعز ولبث بهَا مُدَّة يقرئ الاشرف ثمَّ توفّي على ذَلِك سنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015