فَقضيت حق الزِّيَارَة وَخرجت فَلَبثت أَيَّامًا وعدت لَهُ فَوجدت ذَلِك الجرذ قد كبر وَصَارَ شبه السنور وَهُوَ ينظر إِلَى وَجه الْمَرِيض كنظرته الاولى فَقضيت حق الزِّيَارَة وعدت منزلي أَقمت أَيَّامًا ثمَّ عدت زَائِرًا وَإِذا بِهِ قد صَار شبه الْكَلْب وَالْمَرِيض قد صَار منزولا بِهِ وَالْحَيَوَان ينظر إِلَيْهِ وَلَا ينظره من النَّاس غَيْرِي ثمَّ توفّي فَلَمَّا حمل إِلَى المغتسل خرج مَعَه فَجعل الغاسلون يغسلونه وَالْكَلب ينظرهم ثمَّ حمل إِلَى الْمقْبرَة فَسَار تَحت سَرِيره فَوضع بالمصلى وَهُوَ عِنْده وَحمل إِلَى الْقَبْر وَسَار مَعَهم فَلَمَّا وصل بِهِ دخل الْقَبْر قبل إِدْخَاله فَأدْخل وَسوى عَلَيْهِ التُّرَاب وَانْصَرف النَّاس فوقفت عِنْده إِذْ بِي أسمع أنينا وبكاء فَجعلت أقرا يس وأكررها إِذْ بِهِ بذلك الشَّخْص قد خرج متمعر الْوَجْه مخضب بالدماء فَقَالَ لي يَا فَقِيه مَا جلوسك هَا هُنَا إنصرف فقد سَلطنِي الله عَلَيْهِ فَلم ألتفت على كَلَامه ثمَّ استمريت على الْقِرَاءَة وَعَاد الشَّخْص الْقَبْر وَعَاد ذَلِك الْبكاء والعياط وَخرج كخروجه الأول وكلمني نَحْو كَلَامه الأول فَلم الْتفت وَعَاد الْقَبْر وَعَاد الأنين والبكاء وَأَنا أقرا إِذْ بِهِ قد خرج ثَالِثا فكلمني نَحْو كَلَامه الأول وَصَارَ فِي جِسْمه شبه إراق النَّار فَقَالَ وَالله لقد آذيتني مَا لَك معي فَقلت مَا أَنْت قَالَ أَنا عمله ثمَّ توجه نَحْو الْبَريَّة وَقَالَ حلت بيني وَبَينه بِالْقُرْآنِ
وَمن ذِي عدينة مُحَمَّد بن عَليّ بن سُلَيْمَان عرف بِابْن الاقيرد فَقِيه خير تفقه بِأَهْل تعز وَغَيرهم وَأما القادمون الى تعز فخلق كثير لَا يُحصونَ بل اذكر مَا ثَبت من ذكرهم وَمِنْهُم رجل من دلى اسْمه جمال الدّين حَنَفِيّ الْمَذْهَب قَرَأَ عَلَيْهِ بتعز النَّحْو وانتفع بِهِ فِيهِ
وَمِنْه نظام الدّين كَانَ شافعيا فَاضلا بِعلم الجدل
وَمِنْهُم عبد الْعَزِيز القلعي المغربي مالكي الْمَذْهَب تفقه بالشريف المراكشي قدم فِي الدولة المظفرية وقابله قَاضِي الْقُضَاة بِمُقَابلَة مرضية حَتَّى بلغه انه يحتقر