وَقد ظهر للنَّاس دَلَائِل ذَلِك
وَمِنْهُم عَليّ بن مُحَمَّد الجندي اصله من بلدي الْجند ثمَّ صَار الى تعز فتفقه بهَا ثمَّ ترَتّب معيدا بالشمسية ثمَّ نَقله ابْن الاديب الى تدريس الغرابية وَهُوَ عَلَيْهِ الى الْآن فِيهِ دين وَفقه لَائِق وبشاشة للأصحاب وَأنس وَمِنْهُم أَبُو يَعْقُوب يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمقري ابْن مُحَمَّد بن مَسْعُود الْجَعْفَرِي نسبا الاصابي بَلَدا كَانَ جده على الْمقري من كبار أَصْحَاب أبي بكر الجناحي وَأما هَذَا يُوسُف فَأخذ بالقراءات السَّبع بزبيد عَن الْمقري يُوسُف بن المهلهل وَعَن احْمَد بن يُوسُف الريمي واخذ النَّحْو عَن ابناء افلح ثمَّ طلع الْجَبَل فتفقه بِجَمَاعَة من اهل تعز فاخذ عَن ابْن جِبْرِيل وَابْن الْمقري مقدمي الذّكر وَعَن غَيرهمَا من فُقَهَاء تعز وصحبته فارتضيت صحبته وَدينه ونزاهة فَضله وفقهه ورتبه النَّاصِر فِي الاشرفية مدرسة ابيه مدرسا بتعز ثمَّ نَقله الى مدرسة عمته الْمُقدم ذكرهَا ثمَّ نَقله عَنْهَا الى مدرسة زبيد المنسوبة الى دَار الدملوة فَهُوَ عَلَيْهَا الى الْآن وَلم يزل مُجْتَهدا فِي الْعلم الى عصرنا سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة
وَمِنْهُم أَبُو بكر بن مُوسَى الزَّيْلَعِيّ فَقِيه فَاضل درس بالنجاحية ثمَّ خودع وَنقل إِلَى مدرسة المظفرية بقرية المحاريب وَله يَد جَيِّدَة بالفقه وَعَلِيهِ سيماء الصّلاح وَيذكر ببركة التدريس وَهُوَ نَائِب الْحَاكِم بِذِي عدينة وَله مروة وَشرف نفس وَصَلَاح قَرَأَ عَليّ المقامات والدريدية وتذاكرنا تَارِيخ المولد وَإِذا تَقْرِيبًا من سبعين وسِتمِائَة وَلَقَد أَخْبرنِي مرّة وَقد ورد علينا الْجند لبَعض حَوَائِجه أَنه سمع الْفَقِيه الصَّالح عَليّ بن أَحْمد أحد فُقَهَاء الْحَبَشَة وصلحائها وزهادها وَقد تَذَاكر هُوَ وخاله اسْمه عمر بن دَاوُد وَقد سَأَلَهُ عَمَّا رَآهُ فِي عمره من الْعَجَائِب فَقَالَ دخلت يَوْمًا على مَرِيض فَوجدت عِنْد راسه شَيْئا يشبه جرذ وَهُوَ ينظر إِلَى وَجه الْمَرِيض