مركوبه وَاقْبَلْ الى الشَّيْخ كاشفا رَأسه ومعتذرا فَقَالَ لَهُ تأدب يَا صبي مَعَ الْفُقَرَاء خير لَك فَقَالَ نعم وعاهده على التَّوْبَة فَمن ذَلِك تأدب مَعَ الْفُقَرَاء وَحسن ظَنّه بهم حَتَّى كَانَ مِنْهُ الى مدافع مَا يَأْتِي ذكره وَكَانَ من حَدِيثه انه كَانَ اذا نزل من حصن تعز ووقف بالميدان اَوْ بالمطعم يطعم الْجَوَارِح الصيدية فيجد جمعا من الْعَسْكَر وَغَيرهم يروحون طَرِيق الوحيز فيسال عَن ذَلِك فَيُقَال لزيارة رجل من الصُّوفِيَّة كَبِير الْحَال ثمَّ بحث عَنهُ فاخبر بَان لَهُ قبولا عَظِيما ومحلا بَين الْعَالم جسيما فَأحب ان يطلع على امْرَهْ واظهر ان غَرَضه زيارته وَوصل الى بَابه وَكَانَ من عَادَة الشَّيْخ مدافع لَا يجْتَمع باحد وَلَا يجْتَمع بِهِ اُحْدُ من اذان الصُّبْح الى قرب الظّهْر بل مَتى صلى الصُّبْح اقبل على الذّكر فِي مَوضِع من بَيته فَلَا يَسْتَطِيع أحد كَلَامه ثمَّ اذا ارْتَفَعت الشَّمْس اقبل على صَلَاة الضُّحَى فيطيلها فوصل المسعود وَهُوَ مبتدئ للصَّلَاة فبقى وَاقِفًا بِالْبَابِ وَالْخَادِم الَّذِي يخْدم الشَّيْخ يدْخل وَيخرج وَيَقُول الشَّيْخ مَشْغُول والان يخرج وَعند المسعود جمَاعَة من اشرار خدمه وجهالهم يوبخونه وَيَقُولُونَ ابْن الْملك الْكَامِل وَاقِف على بَاب فلاح من اهل الْيمن وَنَحْو هَذَا الْكَلَام بِحَيْثُ اغتاظ غيظا عَظِيما وَرَاح فِي الْغَالِب من غير اجْتِمَاع بالشيخ واتهم انه رُبمَا يحدث مِنْهُ كَمَا حدث من مرغم الْمُقدم ذكره وعزم على مسكه واخراجه من الْيمن فَلَزِمَهُ بالتاريخ الْمُقدم ذكره مَعَ ذكر ابي حَدِيد واقام فِي حصن تعز سَبْعَة اشهر كَمَا قدمت ذَلِك ثمَّ انْتَقَلت احواله كَمَا بيّنت ذَلِك فِي ذكر ابي حَدِيد وَكَانَت وَفَاته على الْحَال المرضي بِمَدِينَة ظفار فِي شهر شَوَّال غَالِبا سنة ثَمَانِي عشرَة وستماية وقبره من الْقُبُور الْمَشْهُورَة بِالْبركَةِ واستجابه الدُّعَاء وَكَانَ لَهُ ولد غَائِب مَعَ خَاله ابْن رضوَان فِي الْهِنْد فحين بلغته وَفَاة أَبِيه عَاد إِلَى الْيمن فوصل مقَام ابيه وجده اول الْمحرم سنة ثَمَانِي وَعشْرين وستماية وَخلف فِي الْيمن ثَلَاثَة أَوْلَاد مُحَمَّد لَا عقب لَهُ وَأَبُو بكر لَهُ عقب الى الان موجودون بالوحيز ثمَّ عمر كَانَ يخالط الامراء والكبراء وَكَانَ محبوبا عِنْد ابيه وَحصل لَهُ مِنْهُ نصيب وافر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015