فابدأ حِينَئِذٍ بالفقهاء الَّذين امتحنوا بِالْقضَاءِ وَكَانُوا متورعين اذ هم اولى بالتقدمة وهم جمَاعَة اولهم أَبُو الْخطاب عمر بن ابي بكر الْمَعْرُوف بالهزاز وابو بكر هَذَا ابْن عبد الله بن قيس بن ابي الْقَاسِم بن ابي الاعز اليحيوي ثمَّ اليافعي مولده لبضع وَسِتِّينَ وخمسماية وَاصل بَلَده العقيرة الْقرْيَة الْمُتَقَدّمَة الذّكر وَقد ذكر ابْن سَمُرَة مِنْهُم عَليّ بن عبد الله وَسَأَلت خَبِيرا بالأحوالهم من اهاليهم فاخبرني ان وَالِد عَليّ كَانَ فَقِيها فَذَكرته فِيمَا مضى واما هَذَا عمر فَكَانَ من الْقُضَاة الورعين وَلذَلِك قيل لَهُ الهزاز تفقه بِأَخ اسْمه عبد الله لم أتحققه وَلما امتحن بِقَضَاء تعز سَار فِيهِ السِّيرَة المرضية فِي ذَلِك لانه كَانَ اذا مَاتَ ذُو الاولاد الصغار نصب من يجهزه وَيَقْضِي دينه ثمَّ يعلم مَا بَقِي لاولاده فيأمر الْمُؤَذّن الْمُسَمّى عِيسَى يَصِيح على جِدَار جَامع المغربة وَهُوَ مشرف على السُّوق ان فلَان ابْن فلَان توفّي وَخلف من الْعِيَال كَذَا وَكَذَا وَمن الدّين كَذَا وَكَذَا فَقضى الدّين وَبَقِي للعيال مَا هُوَ كَذَا وَكَذَا ثمَّ يذكر مَا فرض لَهُم حَتَّى كَانَ اموال الايتام يكَاد اهل تعز يعرفونها وَمَعَ من هِيَ وَمَا يصرف مِنْهَا كل شهر وَهَذَا امْر لم يعلم ان احدا سبقه اليه وَلَا لحقه فِيهِ ثمَّ فِي رَأس الشَّهْر اذا انفق على الايتام امْر الْمُنَادِي يُنَادي الا ان الْيَتِيم فلَان قد صرف لَهُ من مَاله كَذَا وَكَذَا وَبَقِي لَهُ كَذَا وَكَذَا وَلم يزل على الْقَضَاء المرضي حَتَّى توفّي بالمغربة عَشِيَّة الْخَمِيس لثمان بقيت من ربيع الاخر سنة ارْبَعْ واربعين وستماية وقبر بجوار مجير الدّين وَهِي الَّتِي بهَا مرباع الْبَقر بسوق تعز
وَكَانَ لَهُ اخ اسْمه يُوسُف كَانَ فَقِيها توفّي قبله بِثمَانِيَة ايام وَكَانَ هَذَا مجير الدّين من خدام السُّلْطَان سيف الاسلام يعرف بمجير الدّين كافور النقي خَادِم يتعاني الْقرَاءَات ومحبة اهلها وَكَانَ شَيخا فِي الحَدِيث وروى عَنهُ جمَاعَة الحَدِيث وابتنى الْمدرسَة