الْيمن لمدينة الْجند وَكَانَ بهَا بعد الْمَذْكُورين اولا الاحدون وهم جمَاعَة على وَابْنه فعلي ابْن اسماعيل بن ابراهيم بن حديق وَهُوَ اخو ابراهيم الْمَذْكُور فِي أهل جبا سَأَلت الْخَبِير من قَومهمْ عَن أخبارهم فَقَالَ خرج اربعة اخوة عَن بلدهم لامر يُوجب الْخُرُوج فسكن قناذر مِنْهُم اثْنَان هَذَا عَليّ واخ لَهُ اسْمه مُحَمَّد فمحمد لم يشهر لَهُ ذكر بالفقه وَكَانَ لعَلي ابْن اسْمه عبد الرَّحْمَن مولده سنة تسعين وخمسماية تفقه تفقها جيدا وَكَانَ قَائِلا للحق عَاملا بِهِ وَحدث بَينه وَبَين ابْن نَاصِر الْمَذْكُور أَولا فِي فُقَهَاء الْجند مناظرة فِي جَامع الْجند وَحكي ان الْمَنْصُور بن الرَّسُول وَجَبت عَلَيْهِ كَفَّارَة فِي الْجِمَاع بنهار رَمَضَان فامر الْوَالِي ان يجمع لَهُ الْفُقَهَاء فِي الْجند واعمالها فاستدعاهم ميكائل وَهَذَا الْفَقِيه من جُمْلَتهمْ ثمَّ اعْلَم السُّلْطَان بذلك فَقعدَ السُّلْطَان لَهُم قعُودا خَاصّا فَلَمَّا حَضَرُوهُ سَأَلَهُمْ عَن الْمَسْأَلَة فاجابوه بِمَا يُجيب بِهِ ساير النَّاس وَهَذَا الْفَقِيه سَاكِت وَالْكل نطق بِمَا ذكرت فَقيل لَهُ لم لَا تنطق كَمَا نطق أَصْحَابك فَقَالَ اشتهي اعرف صَاحب الْمَسْأَلَة فَقيل هُوَ السُّلْطَان فَقَالَ لَا يجْزِيه الا صَوْم شَهْرَيْن واما الاطعام اَوْ الاعتان فَلَا يجْزِيه واعجب السُّلْطَان جَوَابه وَذَلِكَ ان الْفُقَهَاء نازعوه فِيهِ فَقَالَ الْغَرَض حسم الْمَادَّة وَترك معاودة الذَّنب وَلَا يكون ذَلِك من السُّلْطَان الا بَان يفعل هَذَا الْفِعْل وَهُوَ صِيَام شَهْرَيْن قلت هَذَا الْجَواب يشبه جَوَاب الْفَقِيه مُحَمَّد بن احْمَد الَّذِي نَازع بِهِ الْفَقِيه سيف السّنة وَمن اجْتمع اليه من الْفُقَهَاء بِجَامِع الْجند كَمَا ذكرت اولا واخذ عَنهُ جمَاعَة وَكَانَت وَفَاته سنة ارْبَعْ وَخمسين وستماية وَخَلفه ابْن لَهُ اسْمه عبد الله ولي حكم بَلَده ونواحيها الْمُسَمَّاة بالنجاد وَكَانَ ذَلِك على طَرِيق التبعة للْأَب وَلم يكن فَقِيها
وَمِنْهُم ابْن عَمه لحا عمر بن مُحَمَّد بل الْفَقِيه عَليّ بن اسماعيل مقدم الذّكر وَهُوَ آخر من عرف بِمَعْرِِفَة الْفِقْه واخذ فِيهِ فِي هَذِه الْقرْيَة وَمن النَّاحِيَة قَرْيَة