اصابع تفقه بفقهاء الْجند كابراهيم بن عِيسَى وَغَيره وَأخذ النَّحْو عَن احْمَد بن أبي بكر وَغَيره وَسمع كتب الحَدِيث على عبد الله بن عمرَان الْخَولَانِيّ وَحصل بَينه وَبَين بعض اهل قريته وَحْشَة نفر بِسَبَبِهَا الى الْبَلَد الْعليا فَعلم للشريف عَليّ ابْن عبد الله ولديه ادريس وَدَاوُد وحصلت لَهُ شَفَقَة كُلية من الشريف واقام مَعَه مُدَّة سِنِين فَانْتَفع اولاده بِهِ وقرأوا الْقُرْآن والنحو واستخلص خراج ارضه من السُّلْطَان فَلم تزل مسموحة حَتَّى توفّي
عَنهُ أخذت عَنهُ بعض الْجمل وَهُوَ احسن من رَأَيْته يدرس النَّحْو من أهل الْيمن وَجمع كتبا كَثِيرَة فِي الْأَدَب وَغَيره وَكَانَت وَفَاته منتصف صفر من سنة احدى عشرَة وَسبع مية وَقد عرض مَعَ ذكره ذكر الشريف فَهُوَ أحد اعيان الزَّمَان فَهُوَ ابو الْحسن عَليّ بن عبد الله بن حسن بن حَمْزَة كَانَ فَارِسًا شجاعا كَرِيمًا صحب الْملك المظفر ولاذ بِهِ فاحبه وَرَفعه لَهُ طبلخانه ولقبه بِجَمَال الدّين وَذَلِكَ عَاشر الْمحرم من سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وستماية وَلم يزل على الاعزاز حَتَّى توفّي المظفر بتاريخه الَّاتِي ذكره ثمَّ لما صَار الْملك إِلَى الاشرف ونازعه فِيهِ أَخُوهُ الْمُؤَيد استنجد بِهَذَا على فانجده بِجَيْش جيد وَنزل الى لحج فانكسر عَسْكَر الْمُؤَيد وَقبض فأنعم الاشرف على هَذَا الشريف بنعم كَثِيرَة مِنْهَا حصنان فِي بَلَده يعرفان بالعظيمة والميقاع فطلع من الْيمن وقبضهما وعتب الناسعلى الاشرف بذلك فملا صَار الْملك الى الْمُؤَيد بعد وَفَاة الاشرف لم يكن لَهُ مخرج إِلَّا فِي طلبهما فَخرج فِي سنة تسع وَتِسْعين وستماية وحاضره فيهمَا أَرْبَعَة أشهر ثمَّ تركا عداله على يَد وَلَده ادريس ثمَّ نزل الشريف صُحْبَة السُّلْطَان الى الْيمن ثمَّ نزل مَعَه تهَامَة ثمَّ عَاد الى تعز ثمَّ طلع الى بَلْدَة فَتوفي بهَا سنة ثَمَانِي وَتِسْعين وستماية ثمَّ ان وَلَده ادريس نزل الى السُّلْطَان الْمُؤَيد وَسلم لَهُ الحصنين