ثمَّ لكتاب اسرار الْمُهَذّب ثمَّ لغرائب الشرحين فَإِن النَّاس انتففوا بهَا انتفاعا عَاما
والمعين يدل على كَثْرَة مطالعته للكتب وتحقيقه لنقلها ومعرفتها والعاقل عِنْد مطالعتها يتَحَقَّق ذَلِك وَله فَتَاوَى جمعهَا تِلْمِيذه الْفَقِيه مُحَمَّد بن جُبَير وَكَانَ الْفُقَهَاء مَتى امتروا فِي مسئلة لم يقنعهم جَوَاب بَعضهم الْبَعْض حَتَّى يعرفوا مَا اخذه فيكتبون الى الْفَقِيه بذلك ويسألونه من نَص عَلَيْهَا من الفقهء ام باي مُصَنف من مصنفاتهم فيجيب لَهُم بِمَا سَأَلُوا حَتَّى سَمِعت بعض اكابر المدرسين يَقُول مثل هَذَا الْفَقِيه وَمثل ساير الْفُقَهَاء كقوم ولجوا بحرا يغوصون فِيهِ لطلب الْجَوَاهِر وَكَانَ فيهم مجيد خَبِير يدْخل الْمَوَاضِع بِاجْتِهَاد وخبرة فَيَقَع على الْجَوَاهِر النفسية ويخرجها ويمتاز على اصحابه بهَا وَكَانَ قَوْله هَذَا بِمحضر جمَاعَة من فُقَهَاء تعز كل مِنْهُم سَلمَة واعترف بِصِحَّتِهِ وَعنهُ اخذت التَّنْبِيه والفرائض وَبَعض الْجمل والمهذب والإيضاح والرسائل تصنيفي شَيْخه مقدم الذّكر والاربعينات الودعانية ثمَّ الطائية وقرأت الْعَهْد الَّذِي يروي عَن زين المعمر فِي الْهِنْد وَغير ذَلِك فرحمه الله وجزاه خيرا وَلَقَد كَانَ السماع عَلَيْهِ يفوق الْقِرَاءَة على غَيره بركَة وانشراحا وَكَانَ جميل الْخلق تَامَّة دَائِم الْبشر حسن الالفة يحب الاصحاب ويتألفهم وَيُعْجِبهُ إيتلافهم وَكَانَت لَهُ كرامات ومكاشفات اجْمَعْ النَّاس على نزاهة عرضه وَحسن ورعه وزهده وَكَانَ يَقُول الْحق وَلَو على نَفسه وَكَانَ مَتى اجْتمع اصحابه حوله آنسهم وبش بهم وَرُبمَا ذكر لَهُم مَا يعْجبُونَ مِنْهُ رَغْبَة فِي تألفهم ويفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم وَقد ذكرت قصَّته مَعَ الاشرف فِي الْفَتْوَى عِنْد ذكر ابْن الْحكمِي فِي اهل زبيد والى ذَلِك اشار الْفَقِيه هَارُون السروي بقصيدته الَّتِي امتدحه بهَا فَقَالَ ... لما دَعَاهُ من الْمُلُوك مُعظم ... متغطرس وَجُنُوده افواج
ان قَالَ للنَّفس اصْبِرِي لَا تجزعي ... لَو ثار من كره عَلَيْك عجاج ...