بكفايتهم مَا داموا منقطعين وَمَات على الطَّرِيق المرضي ضحى الْجُمُعَة سادس شَوَّال من سنة احدى وَتِسْعين وستماية بعد ان عمر تسعا وَخمسين سنة وقبر الى جنب قبر الامام سيف السّنة وزرت قَبره بِحَمْد الله مرَارًا
وَمِنْهُم ابو بكر بن عمرَان الاصبحي كَانَ فَقِيها ولي قَضَاء الذنبتين واخذ عَنهُ الْفَقِيه مُحَمَّد بن ابي بكر فِي بدايته التَّنْبِيه فَلَمَّا فرغ مِنْهُ سَأَلَهُ ان يُجِيزهُ وَيكْتب لَهُ بذلك اجازة فَقَالَ بِشَرْط انك لَا تَأْخُذ قَضَاء الذنبتين فَغَضب الْفَقِيه وَحلف لَا يَأْخُذ مِنْهُ اجازة وَلَا تولي الْقَضَاء ثمَّ قَرَأَ على عَمه مَنْصُور الْمَذْكُور اولا وَرَوَاهُ عَنهُ وَتُوفِّي هَذَا الْفَقِيه عَليّ الْقَضَاء لَا اتحقق تَارِيخه وَكَانَ لَهُ ابْن خيرا اسْمه احْمَد أَخذ فِي النَّحْو طَرِيقا جيدا عَلَيْهِ استفتحت قِرَاءَة الْجمل للزجاجي
وَمِنْهُم احْمَد بن اِسْعَدْ الاصبحي كَانَ خطيب الْقرْيَة وَكَانَ ذَا دين وَتُوفِّي لَيْلَة الْجُمُعَة لست بَقينَ من ربيع اول سنة تسع وَتِسْعين وستماية وقبره قبلي الذنبتين
ثمَّ صَار الْفِقْه بطبقة اخرى مِنْهُم شَيْخي ابي الْحسن عَليّ بن احْمَد الْفَقِيه الْمَذْكُور آنِفا ابْن اِسْعَدْ ابْن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عمر بن ابي الْفتُوح بن عَليّ بن ابي الْفتُوح بن عَليّ بن صبيح الأصبحي مولده لخمس بَقينَ من الْحجَّة سنة ارْبَعْ واربعين وستماية تفقه فِي بدايته بِعَبْد الْوَهَّاب الَّاتِي ذكره ثمَّ بِابْن خَاله مُحَمَّد بن أبي بكر وَعَلِيهِ اتقن الْفِقْه وحققه وَكَانَ غَالب قِرَاءَته عَلَيْهِ بالمصنعة يخْتَلف إِلَيْهِ من الذنبتين كل اثْنَيْنِ وخميس فِي الْغَالِب وَرُبمَا كَانَ فِي السبت ايضا وَقد يققف فِي المصنعة الايام ذَوَات الْعدَد ثمَّ لما اكمل الْفِقْه اخذ عَنهُ كتب الحَدِيث ايضا وَكَانَ من الْمُحَقِّقين للفقه العارفين بِهِ لم اكن اتحقق لَهُ نَظِير فِي عصره فِي كثير من بِلَاد الْيمن جبلها وتهامتها وَلَو لم يكن لَهُ شَاهد فِي ذَلِك الا تصنيفه لكتاب الْمعِين