فَقيل لَهُ سَبْعَة فَقَالَ يعْطى مِمَّا فِي خزائننا من كل شَيْء سَبْعَة أَجزَاء فَقلت للمخبر وَكَيف ذَلِك قَالَ مَا كَانَ يُوزن بالبهار كالحديد والقار وَنَحْوهمَا أعطي مِنْهُ سَبْعَة أبهرة وَمَا كَانَ يُوزن بالمن أعطي سَبْعَة أمنان كالمسك والزعفران وَنَحْوهمَا
وَبِالْجُمْلَةِ مَكَارِم هَذَا الْملك أَكثر من أَن تحصر وَلَو لم تكن من بركته إِلَّا مَا أبقى الله لَهُ جميل الذّكر فِي هَذِه القصيدة الَّتِي مَا سَمعهَا أحد إِلَّا أعجب بهَا وكررها لكفى
ثمَّ نرْجِع إِلَى ذكر الْفُقَهَاء وتتمته كَمَا ذكر ابْن سَمُرَة وَلم يذكر بمرباط غير القلعي وَذكر من فُقَهَاء تريم وَهِي مَدِينَة قديمَة بحضر موت وضبطها بِفَتْح التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وخفض الرَّاء ثمَّ يَاء مثناة من تَحت ثمَّ مِيم كَانَ بهَا جمَاعَة مِنْهُم أَبُو بكر أَبُو كدر حاكمها وَكَانَ فَقِيها مقرئا وَله أَخ يذكر بِالْفَضْلِ قتلا جَمِيعًا سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة
حُكيَ أَن الزنجبيلي لما أَمر بِقَتْلِهِمَا سبقه أَخُوهُ إِلَى المقتل فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ أَبُو كدر اسبقني إِلَى الْجنَّة لَا بَأْس عَلَيْك وَإِلَى مثلهَا يكون السباق
أخبر الثِّقَة من أهل تِلْكَ النَّاحِيَة أَنَّهُمَا يزاران وَمَتى عَطش أهل حضر موت وَاشْتَدَّ بهم الْجهد وصلوا قبرهما واستسقوا بهما فَمَا يلبثُونَ أَن يسقوا
وَمِنْهُم أَبُو بكر قَالَ ابْن سَمُرَة لَقيته فِي عدن بِأول مرّة وقرأت عَلَيْهِ فِي عدن تَفْسِير الواحدي وَكتاب النَّجْم وَقتل شَهِيدا فِي غَزْوَة الزنجبيلي أَيْضا مَعَ أبي كدر إِذْ لما غزا الزنجبيلي حضر موت قتل من أَهلهَا عَالما كثيرا لَا سِيمَا من الْفُقَهَاء وَقَالَ ابْن سَمُرَة وَهُوَ من أهل ذَلِك الْعَصْر قتل فِي غَزْوَة الْأَمِير عُثْمَان الَّتِي قتل فِيهَا فُقَهَاء حَضرمَوْت وقراؤها قتلا ذريعا وَلَقَد كنت لما قدمت عدن وَرَأَيْت مَا وَقفه هَذَا الْأَمِير الزنجبيلي على الْحرم وَالْمَسْجِد الَّذِي بناه على الخان استعظمت قدره واستكثرت خَيره حَتَّى رَأَيْت مَا ذكره ابْن سَمُرَة من قَتله للفقهاء والقراء فصغر وحقر مَا فعله من خير فِي جنب مَا عمله من شَرّ وَقد يَقُول قَائِل مَا كَانَ هَذَا عُثْمَان فَأَقُول هُوَ عُثْمَان بن