مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن أبي عَليّ القلعي قيل بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون اللَّام نِسْبَة إِلَى قلعة حلب الْمَدِينَة الْمَعْرُوفَة بِالشَّام وَقيل بفتحهما نِسْبَة إِلَى قلعة بَلْدَة بالمغرب وَقيل غير ذَلِك كَانَ فَقِيها كَبِيرا لم يبْدَأ ابْن سَمُرَة فِي الْفَصْل الْأَخير بعده إِلَّا بِهِ أثنى عَلَيْهِ وَله مصنفات عدَّة انْتفع النَّاس بهَا مِنْهَا قَوَاعِد الْمُهَذّب وَمِنْهَا مستعرب أَلْفَاظه وَمِنْهَا إِيضَاح الغوامض من علم الْفَرَائِض مجلدان جيدان جمع بِهِ بَين مَذْهَب الشَّافِعِي وَغَيره وَأورد فِيهِ طرفا من الْجَبْر والمقابلة والوصايا وَله احْتِرَاز الْمُهَذّب الَّذِي شهد لَهُ أَعْيَان الْفُقَهَاء أَنه لم يصنف فِي اعتزاز لَهُ نَظِير أَوله لطائف الْأَنْوَار فِي فصل الصَّحَابَة الأخيار وَله كنز الْحفاظ فِي غَرِيب الْأَلْفَاظ أَعنِي أَلْفَاظ الْمُهَذّب وَله تَهْذِيب الرياسة فِي تَرْتِيب السياسة وَله كتاب أَحْكَام الْقُضَاة مُخْتَصر وَيُقَال إِن مصنفاته أَكثر مِمَّا ذكرت وَهِي تُوجد بظفار وَحضر موت ونواحيهما وَعنهُ انْتَشَر الْفِقْه بِتِلْكَ الْجِهَة وَأَخْبرنِي شيخ قديم من أهل تِلْكَ النَّاحِيَة وَأهل الْفِقْه بهَا قَالَ سَمِعت قدماء بِلَادنَا يذكرُونَ أَن هَذَا الْفَقِيه قدم عَلَيْهِم من الْحَج إِلَى مرباط فِي مركب فأرسوا وَجعلُوا الأبحر فِي البندر ودخلوا البندر ليشتروا ويبيعوا ثمَّ يترددوا وَكَانَ فِي الْبَلَد قَاض ذُو دين وَفقه قَلِيل والوارد إِلَى تِلْكَ النَّاحِيَة من الْفُقَهَاء قَلِيل وَكَانَ الْفِقْه بهَا قَلِيلا فَبلغ القَاضِي أَنه وصل فِي الْمركب رجل من أكَابِر الْعلمَاء فبحث عَن ذَلِك وتحققه فحين ثَبت عِنْده خرج بِجَمَاعَة من الْبَلَد وتجارها وَكَانَ قد ضرب للقلعي خيمة خَارج الْبَحْر نزل ليستريح بهَا من ضنك الْمركب فقصده القَاضِي وَمَعَهُ التُّجَّار وَاسْتَأْذَنُوا حِين صَارُوا ببابها فأدخلوا عَلَيْهِ فَرَحَّبَ بهم وآنسهم فَسَأَلَهُ القَاضِي عَن عدَّة مسَائِل فَأَجَابَهُ عَنْهَا بأبين جَوَاب وَأقرب صَوَاب بعبارات مرضية فأعجب القَاضِي وَمن مَعَه بِعِلْمِهِ وَحسن خلقه وَسَأَلَهُ أَن يقف مَعَهم بِشَرْط أَلا يَتْرُكُوهُ يحْتَاج إِلَى شَيْء فَقَالَ أُرِيد أَن أصل بلدي فَلم أخرج مِنْهَا على هَذَا الْعَزْم وَظن أَن ذَلِك مِنْهُم على سَبِيل