فِي شهر ذِي العلان فَيطلع بَلَده فيقف فِيهَا حَتَّى يَنْقَضِي الصراب ثمَّ مَتى عَاد بَلَده أَحَالهُ النَّائِب بِنَفَقَة السّنة فَيرد عَلَيْهِ نَفَقَة الشَّهْرَيْنِ اللَّذين غَابَ فيهمَا وَاسْتمرّ ذَلِك إِلَى عصرنا أَن لَا ينْفق للمدرس غير عشرَة أشهر لتِلْك الْعَادة وَكَانَ إِذا قيل لَهُ يَا سيدنَا لَا ترد الشَّهْرَيْنِ فالمدرسون قبلك كَانُوا يغيبون أَكثر من الشَّهْرَيْنِ وَيَأْخُذُونَ كيلة الْجَمِيع فَقَالَ لَا يسْأَلُون عَمَّا أجرمنا وَلَا نسْأَل عَمَّا يعْملُونَ وَكَانَ يصرف مَا يقبضهُ من الكيلة على المحتاجين من طلبة الْعلم وَفِيمَا يَطْلُبهُ أهل الدِّيوَان مِنْهُ خراجا على أرضه وَكَانَ مَعَ ورعه نقالا للفروع وعارفا بهَا وَتُوفِّي بقرية المحيب وَبهَا قَبره منتصف صفر من سنة ثَمَان وَسبعين وسِتمِائَة ثمَّ خَلفه ابْن لَهُ اسْمه عُثْمَان كَانَ فَقِيها خيرا وَله قريحة يَقُول بهَا الشّعْر وَمن شعره يجمع فِيهِ أولي الْعَزْم من الْأَنْبِيَاء بيتان هما ... أولو الْعَزْم فاحفظهم لَعَلَّك ترشد ... فنوح وَإِبْرَاهِيم هود مُحَمَّد ... وَخمْس المديح الَّذِي لِابْنِ حمير وَهُوَ ... يامن لعين قد أضرّ بهَا السهر ... وأضالع حدب طوين على الشرر ... فصدر هَذَا الْبَيْت بِأَن قَالَ ... قلبِي الْمَعْنى صَار حلفا للفكر ... وكذاك سَمْعِي خانني مثل الْبَصَر

ودموع عَيْني بالمحاجر كالمطر ... يَا من لعين قد أضرّ بهَا السهر

وأضالع حدب طوين على الشرر

وضاهاها بالتخميس تخميس ابْن الظفاري لبانت سعاد وَكَانَت وَفَاته مبروقا لأحد عشر ذِي الْحجَّة من سنة تسع وَسَبْعمائة بعد بُلُوغ سِتّ وَثَلَاثِينَ سنة وقبر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015