وسِتمِائَة ثمَّ خَلفه ابْن عَمه مُحَمَّد بن أسعد بن الْفَقِيه مُحَمَّد بن مُوسَى مقدم الذّكر أَولا ميلاده سنة ثَمَانِي عشرَة وسِتمِائَة تفقه بِحسن بن رَاشد وحصلت صُحْبَة بَينه وَبَين الْملك المظفر أَولهَا أَنه لما افترق أَوْلَاد الْمَنْصُور المظفر وَإِخْوَته وطلع المظفر إِلَى الْجَبَل أمره ابْن عَمه أَن يتَقَدَّم إِلَيْهِ من المصنعة ليختطب لَهُ فَلَقِيَهُ إِلَى جبا واختطب لَهُ بهَا أول جُمُعَة وَكَانَت أول بلد خطب لَهُ بهَا ثمَّ صَحبه من هُنَالك وحصلت بَينهمَا ألفة قَوِيَّة واستحلف لَهُ الأيفوع وَمن حَولهمْ من الْعَرَب كالسبأيين ورأسهم يَوْمئِذٍ عبيد بن عَيَّاش بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاة من تَحت مُشَدّدَة مَفْتُوحَة بعد عين مُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ ألف ثمَّ شين مُعْجمَة وَلم تزل الصُّحْبَة تتأكد حَتَّى آلت إِلَى الوزارة مَعَ قَضَاء الْقُضَاة وَكَانَ خَطِيبًا مصقعا لبيبا ذَا دهاء وسياسة وَكَانَ لَهُ حسن نظر مَعَ الْمُلُوك وَالْفُقَهَاء يجلهم ويحترمهم فِي الْغَالِب وَهَذَا أول من جمع بَين الوزارة وَقَضَاء الْقُضَاة وَتَبعهُ على ذَلِك عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر ثمَّ انْقَطع وَجعل الْقَضَاء مُنْفَردا وَلم يتوزر أحد بعده وَلم يزل على الْقَضَاء والوزارة حَتَّى كَانَ فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة فَأَقَامَ المظفر ابْنه الْأَشْرَف فِي الْملك على أَن يكون خَلِيفَته وأحلف لَهُ العساكر وطلع حصن تعز وَأَشَارَ القَاضِي الْبَهَاء إِلَيْهِ أَن يَجْعَل أَخَاهُ حسان وزيرا للأشرف فَفعل ذَلِك وَبَقِي القَاضِي الْبَهَاء على الْقَضَاء وَبقيت لَهُ دَوَاة الوزارة بعد الِاسْتِنَابَة بِتِسْعَة أَيَّام فَلم يزل الْقَضَاء مَعَه وَمَعَ ذَلِك يتراجع هُوَ وَحسان بِمَا يرد عَلَيْهِ من التهائم إِلَى أَن توفّي على ذَلِك منتصف ربيع الأول سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة فاستمر على الْقَضَاء حَتَّى كَانَ من عزلهم مَا كَانَ
فَأول ظُهُور ذَلِك عزل حسان من الوزارة لمضي شَهْرَيْن من سنة سِتّ وَتِسْعين وسِتمِائَة عَزله الْمُؤَيد واستوزر عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر وَبَقِي الْقَضَاء مَعَ ابْن عمرَان على طَرِيق الْمجَاز حَتَّى كَانَ رَمَضَان من سنة سِتّ وَتِسْعين وسِتمِائَة وصلوا الْجند للتختم بالجامع وَكَانَ ذَلِك عَادَة جَارِيَة مِنْهُم يصل جمَاعَة يَوْم سِتَّة وَعشْرين وشخص وَاحِد يخْتم لَيْلَة سَبْعَة وَعشْرين وَيقْرَأ الختمة على الْمِنْبَر ويلبث بالجند