أَحْمد بِالْعبَادَة فَغلبَتْ عَلَيْهِ وَكَانَ ليوسف ثَلَاثَة أَوْلَاد هم مُحَمَّد وَأَبُو بكر وَأحمد فمحمد وَأَبُو بكر تفقها بأبيهما وَأحمد تفقه بِإِمَام الْمُتَأَخِّرين أَحْمد بن مُوسَى بن عجيل وَغَيره وَكَانَ يثني عَلَيْهِ بِمَعْرِِفَة علم الْأَدَب وَأما أَحْمد الَّذِي غلبت عَلَيْهِ الْعِبَادَة فَحدث لَهُ ولدان هما عبد الله وَعلي فعبد الله تفقه بِعَمِّهِ يُوسُف ثمَّ بِالْإِمَامِ ابْن عجيل أَيْضا وَعلي تفقه فِي بدايته بِابْن الهرمل وَغَيره ثمَّ أُخْرَى بِالْإِمَامِ ابْن عجيل الْآتِي ذكرهمَا إِن شَاءَ الله قدمت عَلَيْهِ قريته الْمَذْكُورَة فِي سنة أَربع وَسَبْعمائة فرأيته رجلا مُبَارَكًا قَلِيل الْمثل فِي فُقَهَاء الْعَصْر كثير نقل الْفِقْه فَأخذت عَنهُ كتاب التَّنْبِيه الْبَعْض قِرَاءَة وَالْبَعْض إجَازَة لغَرَض التَّبَرُّك ورأيته رجلا مُبَارَكًا مؤالفا للأصحاب مؤانسا للواصل وَحصل عَلَيْهِ فِي آخر عمره تغفيل توفّي عله بعد نَيف وَعشْرين وَسَبْعمائة وَسَيَأْتِي ذكر من حدث بعده من الْقرْيَة فِي الطَّبَقَة الْمُتَأَخِّرَة ثمَّ يخرج الْخَارِج من هَذَا الْوَادي فَيَقَع مَعَ أهل الشويرى قَرْيَة بواد سِهَام بخفض السِّين الْمُهْملَة وَفتح الْهَاء ثمَّ ألف ثمَّ مِيم وَضبط الْقرْيَة بشين مُعْجمَة مَضْمُومَة بعد ألف وَلَام وَفتح الْوَاو وَسُكُون الْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت ثمَّ رَاء وَألف بعْدهَا بهَا الْفُقَهَاء المعروفون إِلَى عصرنا ببني زَكَرِيَّا
أَوَّلهمْ عبد الله بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا نسبه فِي قحطان ومولده سنة إِحْدَى وَخَمْسمِائة تفقه بالطويري الْمُقدم ذكره عِنْد ذكر أَصْحَاب اليفاعي وَابْن عبدويه وانتفع بِهِ جمَاعَة فِي الْفِقْه وبورك لَهُ فِي الذُّرِّيَّة خلاف غَيره من فُقَهَاء تهَامَة بِحَيْثُ أَنهم من عصره إِلَى عصرنا لم يكادوا يخلون من فَقِيه مُحَقّق ومفت مدقق وَكَانَت وَفَاته سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَذَلِكَ فِي أحد أَيَّام التَّشْرِيق ثمَّ خَلفه ابْنه أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم مولده سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة تفقه بِأَبِيهِ ثمَّ بالطويري شَيْخه وَكَانَ فَقِيها كَبِيرا أثني عَلَيْهِ مَعَ وجود أَبِيه وَرُبمَا فضل عَلَيْهِ وَكَانَ الْأَحْنَف يَقُول إِبْرَاهِيم أفقه من أَبِيه وَبِه تفقه جمع كثير من التهائم وَالْجِبَال وَهُوَ أَكثر الْفُقَهَاء الْمُتَأَخِّرين أصحابا حَتَّى نقل الثِّقَة عَن الْفَقِيه إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ أَنه قَالَ لبني زَكَرِيَّا على غَالب فُقَهَاء الْيمن منَّة أَو كَمَا قَالَ وَيُرِيد بذلك أهل تهَامَة فَإِن غَالب طريقهم فِي الْكتب المسموعة عَلَيْهِم وانتشر عَنْهُم الْفِقْه انتشارا متسعا فَمن أَعْيَان تلاميذه مُوسَى بن عَليّ بن عجيل الْآتِي ذكره وَعبد الله بن جعمان وَعلي بن قَاسم