الشام، وكان من المتفق عليه أن يستولى لويس التاسع على يافا، في حين يستولي آيبك على غزة، ثم يتم الاتصال بينهما، ويقوم الجيشان بعد ذلك بهجوم مشترك على الامارات الأيوبية (?). وتنفيذاً لهذه الخطة خرج لويس التاسع على رأس ألف وخمسمائة مقاتل إلى يافا واستولى عليها دون مقاومة وكانت تحت الحكم الأيوبي (?)، بينما تقدك الجيش المملوكي بقيادة فارس الدين أقطاي، نحو غزة، وعسكر في الصالحية، ويبدو أن الناصر يوسف علم بأنباء هذا التحالف، وما أعده من خطط لطرد الأيوبيين من بلاد الشام، فتحرك على وجه السرعة، ليحول دون إلتقاء الحليفين، فأرسل قوة عسكرية من أربعة آلاف مقاتل عسكرت على تل العجول قرب غزة، وبعد أن سيطرت على هذه المدينة، إرتدت إلى يافا لاستعادتها من يد لويس التاسع (?). وبفعل سيطرت الأيوبيين على غزة ظل المماليك في الصالحية، وظهرت بين الطرفين بوادر إحتكاك واستمر كل منهما يتحفز بالآخر، حتى أضحت المواجهة المكشوفة وشيكة الوقوع، لكن الصلح تم بين الطرفين في أوائل 651هـ/1253م، فما الذي تغير على الساحة السياسية؟ (?).
4 ـ الخليفة العباسي وسعيه في الصلح: الواقع أنه لم يقدر للعداء بين الأيوبيين والمماليك أن يستمر في هذه الآونة وذلك بسبب ظهور خطر جديد هدد المسلمين جميعاً في الشرق الأدني وتطلب منهم أن يتحدوا وهو ظهور المغولي الذين اكتسحوا العراق ووصلت طلائعهم قرب بغداد، ولم يبق من قوة في العالم الإسلامي يمكن أن تدعم الخليفة سوى الشام ومصر، فأعاد الخليفة تسيير رسوله نجم الدين البادرائي لإعادة الصلح وتثبيته بين الناصر يوسف والمعز آيبك (?)، وتمكن رسول الخليفة من عقد صلح بينهما تقرر فيه:
ـ إعتراف الناصر يوسف بسلطة آيبك، وبسيادة المماليك على مصر وبلاد الشام حتى نهر الأردن على أن تدخل مدن غزة وبيت المقدس ونابلس والساحل الفلسطيني كله في حوزته.
ـ إعتراف المماليك بسيادة الأيوبيين على بقية بلاد الشام والواضح أن موجة الرعب التي أثارها المغول أثناء زحفهم من جوف آسيا بإتجاه العالم الإسلامي، وأخبار وحشيتهم