الشام ومصر فحسب، ولا في تاريخ الأمم الإسلامية بمفردها وإنما في تاريخ العالم بأسره، إذ أن ذلك الإنتصار العظيم لم ينقذ العالم الإسلامي وحده، بل أنقذ العالم الأوربي والمدينة الأوربية من شر ذلك الغزو، فلو تم للمغول، إكتساح الأراضي المصرية والنفاذ إلى الشمال الأفريقي لتمكنوا بسهولة من سلوك الطريق التقليدي إلى أوربا عبر صقلية وجبل طارق، لذا فإنه لا يختلف إثنان في أن هذه المعركة تفوق في أهميتها المعارك الحربية الحاسمة في العصور الحديثة (?).

6 ـ روح جديدة في الأمة

6 ـ روح جديدة في الأمة: كان لإنتصار المسلمين في معركة عين جالوت من العوامل التي ساهمت على إنتشار الإسلام وقتئذ، فقد بعث هذا الإنتصار روحاً جديدة في المسلمين لا سيما مسلمي فارس الذين إرتفعت روحهم المعنوية وأخذوا يصمدون أمام مناورات المسيحيين وينافسونهم في تبوء مركز الصدارة في دولة المغول في إيران، وصاروا يشرحون للمغول تعاليم الدين الإسلامي حتى كللت متاعبهم بنجاح باهر، أثمر إعتناق المغول في غرب آسيا الدين الإسلامي، بعد أن ثبت لهم صلاحيته لكل زمان ومكان وشموله لكل نواحي الحياة من خلال معاشرتهم لأهله، ولبعده كل البعد عن الخلافات الجوهرية التي إبتلى بها الدين المسيحي وذلك لكون الإسلام خاتم الأديان تكفل الله بحفظه إلى أن يرث الأرض ومن عليها (?).

وسيأتي الحديث عن دخول المغول في الإسلام مفصلاً بإذن الله تعالى في كتابنا القادم عن الملك الظاهر بيبرس.

7 ـ إنحسار المد المغولي

7 ـ إنحسار المد المغولي: بعد هزيمة عين جالوت حاول المغول عدة محاولات لإستعادة مجدهم، ورد إعتبارهم وإرجاع سمعتهم الحربية التي تلطخت بالعار مع الجيش المملوكي، فقد شنو عدة غارات وسيروا الحملات العسكرية لكي ينالوا من المماليك، فالحقد يملأ قلوبهم، والانتقام يتميز غضباً في نفوسهم، أنهم كانوا اقوى جيوش العالم، والآن أصيبوا بالضعف والوهن وزالت هيبتهم (?)، وإستطاع المسلمون أن يتغلبوا في عين جالوت على الهزيمة النفسية التي كانوا يعانون منها، وخروج من الإحباط الشديد وعلموا أن الأمل في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015